بمنطقة الاخصاص كسائر المناطق التي التي تغطيها غابات تعتبر شجرة الأركان ضامنا للاستقرار، هذه الشجرة التي صنفتها منظمة اليونيسكو سنة 1999 تراثا إنسانيا يستحق العناية والاهتمام توفر حطب التدفئة و الكلأ و الثمار التي تستخرج منها زيت أركان, بالإضافة إلى الدور الأساسي لأشجار أركان كحاجز طبيعي في وجه تقدم ظاهرة التصحر. كما توفر الغابة فضاء طبيعيا للترفيه لفائدة الساكنة خصوصا خلال فصل الربيع. الا أن غابات الأركان تعاني حاليا من عدة اكراهات تحد بشكل كبير من فعالية المجهودات المبذولة من اجل تنميتها و صيانتها. نذكر من بينها: توالي سنوات الجفاف , الاستغلال المفرط و العشوائي الذي أدى إلى انخفاض كثافة الأشجار و تراجع مساحتها, غياب التخليف الطبيعي, الرعي الجائر نتيجة النزوح الكبير لقطعان الإبل من المناطق الجنوبية أثناء فترات الجفاف, الزحف العمراني المتزايد و حاجيات التنمية من تجهيزات و مرافق أساسية على حساب المجال الغابوي. و من اجل انقاذ غابة الأركان قامت مصلحة المياه والغابات بالاخصاص بإعطاء الانطلاقة لبرنامج يروم تشبيب غابة الأركان على مستوى منطقة الأخصاص بحيث قامت بغرس هكتارات من شجيرات الأركان لكن شتلات الأركان هاته تعرضت للتلف بحيث تم نزعها من الجذور من طرف مجهولين، وان هذا التشجير قوبل باستياء كبير من فلاحي المنطقة بحيث تقف هذه كحاجز لا يحق للفلاحين اجتيازه لوصول أراضيهم للرعي، ناهيك عن عدم الاعتناء بها وسقيها، هي أموال طائلة صرفت دون جدوى في هدر واضح للمال العام. لعل التفكير في الإهتمام بالمغروسات بشكل دائم وفعال أولى من إنجازها، فما قيمة أشجار تغرس إذا كانت ستصير عرضة للضياع؟ وما قيمة هذه الشجيرات إذ لا تضمن حراستها والاعتناء بها باستمرار؟