إندهشت البارحة أثناء حضوري بأحد الفنادق الفخمة بأكادير كإعلامي لإستلام البطاقة الخاصة بالصحافيين من أجل التغطية الإعلامية لفعاليات مهرجان تيميثار من هول ما شهدت عيناي تدافع وتسابق داخل القاعة وفوضى عارمة ؛بحيث يظن المرء أنه يوم الحشر؛الكل يريد الظفر بمكان له في الواجهة الأمامية للحشد الغفير وما أثار إنتبهي هو تواجد كم هائل من بعض المرتزقة والمتطفلين على الميدان الإعلامي والذين لا تربطهم بمهنة المتاعب أية رابطة سواء من قريب أو بعيد فأهل الصحافة والإعلام يتبرأون منهم براءة الذئب من دم يوسف فلربما أنهم لم يتصفحوا ولو جريدة واحدة في حياتهم فمبالك بالممارسة المهنية؛ آه عليك يا مهنة المتاعب أي واقع هذا الذي أصبحت عليه اليوم حتى غدى كل من ذب وهب يتودد لك ويلتصق بك منتحلا أوصافك التي قل من تتوفر فيه اليوم إلا من رحم ربك اليوم إختلط الحابل بالنابل داخل السلطة الرابعة حيث أصبحت هاته الأخيرة مرتعا للهواة والإنتهازيين ومنتحلي صفة صحفي بدون أية شهادات أو دبلومات تثبت ذلك وهذا راجع للفساد الذي أصبحت تعيشه بعض وسائل الإعلام منها السمعية والمرئية فلم تعد تعير إهتماما لرأس مالها الأساسي ألا وهو العنصر البشري ،فبدل أن تلجأ لصحفيين مكونين أكاديميا أصبحت تلتجأ لبعض أشباه الصحفين والذين لا يملكون حتى المبادئ الأساسية في مهنة الصحافة؛والنتيجة مع الأسف تقديم مادة إعلامية رديئة ومليئة بالذاتية وبعيدة كل البعد الحيادية والموضوعية. وظاهرة التطفل على مهنة الصحافة تلاحظ بشكل كبير في مهنة المراسل الصحفي؛فجل وسائل الإعلام المغربية إن لم نقل كلها تبتغي الربح السريع وتتجنب التكاليف الباهضة لرواتب المراسلين فتسعى بكل الوسائل إلى إستقطاب بعض الأشخاص لا تجمعهم بمهنة الصحافة إلا الخير والإحسان فمنهم التاجر والسائق والموظف إلخ… وبالتالي النتيجة تكون وخيمة على الجسم الصحفي حيث لم نعد نفرق داخله بين الصحفي ومن إمتهن مهنة الصحافة عن طريق الصدفة وكحرفة لإسترزاق وزيادة المداخيل. لذا وجب على كل الغيورين من داخل هذا القطاع أن يعيدوا لمهنة الصحافة هيبتها لأن قيمة الصحفيين من قيمة مهنتهم.