مجتمعنا لا ينتمي إليه الأخيار فقط، بل ينتمي إليه الأشرار أيضا. فإذا كنا نحتفي بالأخيار عادة، فإن احتفاءنا بهم لا يعني البتة أننا نسينا وجود أشرار وجانحين بين ظهرانينا. لهذا الاعتبار، ارتأينا أن نخصص نافذة ثابتة لسرد تفاصيل جرائم ارتكبت هنا، وأيضا لاسترجاع وقائع حقيقية لجرائم بشعة في منطقة سوس. مسار ينتهي بالانهيار بخطة محكمة تمكنت عناصر الضابطة القضائية لإنزكان من نصب كمين لأحد أخطر محترفي جرائم سرقة السيارات بأكادير، انزكان والنواحي. حيثوضعت يدها عليه ليعترف بكل تلقائية بمجمل جرائم السرقة التي اقترفها، لتتم إحالته على أنظار العدالة لتقول كلمتها في حقه وفي حق عدد من شركائه. شاب من مواليد سنة 1977 ينحدر من مدينة تزنيت ، انقطع عن دراسته مند التاسعة إعدادي ليقرر تعاطي السرقات بدل البحث عن مصدر عيش مشروع، وجد في أفعال السرقة سببا سريعا لكسب المال دون عناء، ولم تنهكه السنون التي يقضيها بالسجن لقاء أفعاله، بل اكد أنه استفاد من هذه العقوبات، وطور خبرته في مجال الإجرام. بدأ مشواره في عالم الجريمة بإصدار الشيكات بدون رصيد، ومنها إلى اصطناع عقود وهمية وادعاء امتلاك بقع أرضية، والاحتيال على الضحايا لسلبهم أموالهم عن طريق بيوعات وهمية وإلى جرائم السرقة. بمحضر أقواله أكد أن تعطشه لمارسة الفساد وضرورة توفر المال لهذا الغرض فرض عليه اللجوء إلى السرقات بجميع أنواعها. سنوات سجن لا تردع قضى الجاني فترات سجنية عديدة، وقدم أمام العدالة عن عدة جرائم سابقة، قضى عنها ما مجموعه 24 سنة سجنا نافذا. وكل مرة يتم الإفراج عنه، يقرر استئناف أفعاله الإجرامية من جديد. بليعتمد الفترة التي يقضيها بالسجن لبناء علاقات مع جناة آخرين، ويضرب معهم مواعيد خارج القضبان لينسقوا فيما بينهم ويتزعمهم في تنفيذ عمليات السرقة والنصب. سرد في محضر أقواله كل الجرائم التي أدين من أجلها والتي هي موضوع إيقافه من جديد بتلقائية، وصرح بهويات شركائه وهويات بعض ضحاياه بدون أدنى تحفظ أو تستر. السيارات : الهدف الأول تمكن الموقوف من حيازة مفاتيح مستوردة مخصصة لفتح وقيادة جميع أنواع السيارات، وأتقن استعمالها، وظل يتنقل بين مدن انزكان، ايت ملول، أكاديروتزنيت، يترصد السيارات، ويقتنص جميع الفرص لفتحها وولوجها وقيادتها والتنقل بها ثم بيعها لفائدة عناصر أخرى مستعدين لشراء المسروق والتصرف فيه. إنه نموذج مجرم لا يتردد في استعمال جميع الأساليب للوصول إلى غايته. استعان في إحدى جرائمه بهاتف شخص وضع يافطة بسيارته إعلانا منه برغبته في بيعها، وتمكن من ملاقاته وادعاء رغبته في الشراء، تريث ولم يستعجل الأمر، فتفاوض حول الثمن وأنهى الاتفاق ثم أبدى رغبته في تجريب السيارة ليسمح له بذلك مالكها، وفي غفلة من هذا الأخير انطلق بها دون رجوع، ليبيعها بثمن لا يتجاوز 2000 درهم. ومنها إلى سيارة أجرة بمحطة سيارات الأجرة بأكادير، حيث تمكن من التسلل إليها وقيادتها بصحبة شركائه، وبحكم طبيعة السيارة فلم يتردد في استعمالها في الإيقاع بضحايا جدد على أساس أنه سيقلهم إلى وجهتهم قبل أن يجدوا أنفسهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض ويتم سلبهم ما يتحوزونه من مال أو هواتف أو غيرها. السلاح الأبيض: وسيلة لبلوغ الغاية رفاق الجاني وشركائه في الجريمة لا يترددون في استعمال أسلحتهم لتخويف كل ضحية يصطادونه بواسطة إحدى السيارات المسروقة، وخاصة إذا تعلق الأمر بسيارة أجرة والتي تسهل عملية الإيقاع بالضحايا، هكذا كان مصير شخصين اعترف المتهم بسلبهما ما يتحوزانه. كما لا يتردد الجاني وشركائه في ربط الاتصالات فيما بينهم، وكذا فيما بينهم وبين الراغبين في شراء المسروق، حيث تحدد لهم نوع السيارة المطلوبة، ليبحثوا في مختلف أرجاء المنطقة عن السيارة الهدف قبل أن يقوم الجاني الرئيسي بفتحها باستعمال مفاتيح خاصة تلازمه باستمرار ويستولي عليها وينقلها إلى مكان آمن في انتظار اثمام عملية البيع بثمن جد هزيل حسب تصريحاته بمحضر أقواله . التعطش للجنس يوقع الجاني ما دام الجاني متعطشا لمقابلة الفتيات وممارسة الفساد، فإن الوسيلة الأسهل للإيقاع به هي ضالته نفسها، هكذا تلقى مكالمة من فتاة تطلب مقابلته بمقهى الريان بحي السلام أكادير، وهو ما استجاب له على وجه السرعة، وبمجرد وصوله عين المكان حاول الاتصال بها لتحديد مكان انتظارها، ليجد نفسه محاصرا بعناصر أمنية أحكمت القبضعليه وتمكنت من اقتياده إلى مقرها واستنطاقه.ليسرد بسلاسة تفاصيل جرائمه ويكشف بسهولة عن هويات شركائه ويرشد الضابطة القضائية إلى عناوينهم، ليتم توقيفهم وإحالة الجميع على القضاء ليقول كلمتهم في حقهم، وبذلك تضع المصالح الأمنية لإنزكان حدا لجرائمه التي يبدو من خلال تجاربه الطويلة ومدد العقوبات الطويلة التي قضاها أنه لن يتردد مستقبلا في الرجوع إلى عادته بمجرد انتهاء مدة محكوميته الجديدة. ذلك ربما ما سيكشفه مستقبل الجاني