عرفت جلسات الندوة الوطنية “الاتحاد الاشتراكي وأسئلة المغرب الراهن” التي دعت إليها هيئات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة سوس ماسة درعة يومي 24 و 25 مارس الجاري بأكادير وبمشاركة أزيد من 400 منتدب عن الأقاليم بالجهة وفعاليات محلية ووطنية أخرى، سجالات ونزالات فكرية وسياسية مهمة، شدد من قوتها تباين مواقف المتدخلين من تقييم مرحلة مشاركة الاتحاد في تدبير الشأن العام ووسائل إعادة البناء والتجديد الفكري والسياسي والتنظيمي، هذا وقد خلصت مجمل المداخلات التي دامت حتى منتصف الليل من اليوم الأول للندوة والى ما بعد الزوال يوم أمس الأحد- خلصت إلى أن الاتحاد لم يخطئ التقدير عندما قاد تجربة التناوب، لكن الأخطاء السياسة القاتلة تعاقبت بعد الخروج عن المنهجية الديمقراطية والمشاركة رغم ذلك في الحكومة وما أعقبها من تشويش على الرأي العام عقب المواقف المترددة والمتناقضة الذي تخبط فيها الاتحاد، والنتيجة حسب جل المتدخلين معاقبة المواطنين لهذا الحزب ومطالبتهم إياه ضمنيا بالرجوع إلى الخلف ومعاودة مراجعة بنياته، ولم تغب الرؤيا المستقبلية عن فعاليات الندوة بحيث اتجه الجميع نحو إعادة تصحيح مسار الحزب و اعتبار هذه اللحظة مرحلة فاصلة في تاريخ الاتحاد المتجدد وهي لا تختلف كما أشار بعض المتدخلين عن لحظة المؤتمر الاستثنائي سنة 1975، واتسم اللقاء بروح نقدية عالية جعل من ندوة أكادير محطة رئيسية في القضايا الإستراتيجية التي سيواجهها الاتحاد الاشتراكي في المرحلة المقبلة سواء في شقها التنظيمي أو الجماهيري، هذا وقد دعا المشاركون جل التنظيمات والمناضلين والأنصار على امتداد الوطن إلى التعبئة الشاملة من أجل تدشين مرحلة جديدة في نضال الحزب عبر تمتين ارتباطه بالحركة الجماهيرية المتنامية، من أجل الدفاع عن مكتسبات الشعب على كافة الأصعدة، في أفق استكمال بناء المجتمع الديمقراطي وتكريس قيم الحداثة، وتجذر الإشارة إلى أن هذه الندوة التي اشرف على افتتاحها كل من الكاتب الجهوي للحزب وكذا عمدة مدينة أكادير “طارق القباج”‘ عرفت مشاركة العديد من الوجوه المعروفة ومن مختلف الأجيال بالمنطقة وكذا وفد وازن من المكتب السياسي والمجلس الوطني والفدرالية الديمقراطية للشغل، والنقابة الوطنية للتعليم العالي وبعض الفعاليات اليسارية، ومن أبرز الوجوه الحاضرة كل من فتح الله ولعلو، الحبيب المالكي، محمد الأشعري،جمال أغماني، عبد الحميد الجماهري، علي بوعبيد، أمينة أوشلح، العربي عجول، أحمد رضا الشامي، محمد عامر، الحبيب الطالب، فتيحة سداس، عبد الرحمان العمراني، المهدي العراقي، المهدي العمراني، وعن النقابات الكاتب العام للفدرالية الديمقرالطية للشغل محمد العزوزي، والنقابة الوطنية للتعليم محمد درويش…، هذا وقد صدر عن الندوة ورقة نداء أكادير، كورقة تشخيصية واستشرافية لواقع ومستقبل الاتحاد والمغرب الراهن.