لم يكن يحيى الصالحي (62 سنة)، يعتقد أنه سيلفظ أنفاسه الأخيرة بحافلة النقل الحضري التي ظل يسوقها رغم بلوغه سن التقاعد، ففي صباح اليوم الجمعة 17 شتنبر بينما كان يسير في اتجاه المنطقة الصناعية لوجدة، اصطدم بعمود حديدي اخترق الزجاج الأمامي لحافلته وأصابه في عنقه إصابة مباشرة، حتى أن الذين عاينوا جثته قالوا بأنه ذبحه من الوريد إلى الوريد، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان على بعد أمتار قليلة من مركز تكوين المعلمين. يحيى الذي ترك وراءه زوجة وطفلة، وفق بعض الآراء، كان ضحية العمود الذي إعوج واخترق الشارع الذي كان يقود فيه الضحية حافلته، مشيرين إلى أن العمود إعوج وامتد إلى الشارع بعدما صدمه أحد الأشخاص المخمورين بسيارة خفيفة، كان يسير بسرعة جنونية قبل أن يلوذ بالفرار ساعات قبل الحادث الذي أودى بحياة السائق المذكور. في السياق نفسه حمل عبد العزيز الداودي الكاتب العام للمكتب النقابي الموحد لمهنيي النقل الطرقي بوجدة التابع للاتحاد المغربي للشغل، مسؤولية الحادث للمصالح الجماعية المختصة، التي قال بأنها أبلغت بالحادث الأول من طرف الشرطة، غير أنها لم تقم بإزالة العمود من الطريق، كما أكد نفس المصدر في تصريح له أن الوضع الذي يعمل فيه مهنيو النقل الحضري بالمدينة "وضع ماساوي، ينذر بمزيد من الحوادث"، مشيرا إلى أن هذه الوفاة هي الثانية في ظرف أسبوعين بعد حادث وفاة جابي يعمل بإحدى حافلات النقل الحضري بسبب أزمة قلبية. المتحدث نفسه كشف بأن النقابة ستنتصب كطرف مدني في الملف، "حتى لا يتم إقبار هذه القضية" يقول الداودي، الذي أشار بأن هناك محاولات من جهات لم يسميها تحاول طي الملف وكان شيء لم يقع. في السياق نفسه تساءل بعض المتابعين لملف النقل الحضري بالمدينة، الذي سبق للجنة مختصة أن رصدت اختلالاته في تقرير شامل، -تساءلت- عن دور مفتشية الشغل في حالة مثل السائق الهالك الذي بلغ سن التقاعد منذ سنتين إلا انه ظل يعمل رغم ذلك.