هي أول امرأة تصل إلى منصب خبيرة ومدققة حسابات في أكادير الكبير وجهة سوس ماسة درعة حسب تأكيداتها، في مسار بدأ بالشعب الأدبية وانتهى بتخصّص اقتصادي جعل اسمها حاضرًا بفرنسا والمغرب، هي لمياء علولي، ابنة جامعة ابن زهر بأكادير، التي وقّعت على حضور مميّز في عوالم المال والأعمال والاستشارة المقاولاتية. من مواليد مدينة ورزازات، غير أنها قضت جزءًا كبيرًا من حياتها بمدينة أكادير أين درست منذ المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الجامعية عندما حصلت على شهادة الميتريز في شعبة الأدب الإنجليزي تخصّص اللسانيات، وبعدها قرّرت تغيير الوجهة نحو عالم التسيير المقاولاتي، مستفيدة في ذلك من الدروس الليلية التي كانت تخوضها تزامنًا مع مع دراساتها بالجامعة. كانت باريس محطة الانتقال من عوالم الأدب إلى عوالم الأرقام والإحصائيات، بدأت هناك مسار المحاسبة بالمعهد الوطني للتقنيات الاقتصادية والمحاسباتية التابع للمعهد الوطني للحرف والمهن، وبعد مسار استمر لعشر سنوات من 2001 إلى 2011، تخرّجت لمياء علولي كخبيرة في المحاسبة المالية والقانونية، وتمكّنت أثناء دراستها بفرنسا من الحصول على عدة شهادات في القانون والنظام الضريبي، زيادة على تعمقها في فهم النظام المحاسباتي الأنجلو-سكسوني. بعد عدة تداريب، بدأت لمياء مسيرتها العملية في مكتب معروف بباريس، وبيّنت هناك على كفاءة عالية في القيام بمهمات معقدة خاصة في التدقيق والاستشارة القضائية وفي الاشتغال على ملفات حساسة، مكّنتها من السفر إلى عدة بلدان أجنبية، أين تبلورت تجربتها أكثر وصار بإمكانها الاشتغال على المستوى الدولي كخبيرة في مجالها، قبل أن تلتحق بعملها في أكادير موازاة مع احتفاظها بوظيفتها في باريس. خاضت لمياء مجموعة من التحديّات في مسارها، بدءاً بطبيعة دراستها الأساسية في المجال الأدبي والانتقال إلى المجال الاقتصادي، وهو ما حتّم عليها العمل أكثر من الآخرين وغياب مفهوم العطلة من قاموسها لسنوات طويلة، مرورًا بضرورة التأقلم مع أنظمة مقاولات متعددة المشارب ومختلفة الهياكل، انتهاءً بضرورة النجاح في مهمة تسيير عدة مجموعات وأطر متباينة التخصصات والمعارف في أكاديروباريس. تطمح لمياء إلى أن تنجح أكثر في مرافقة كل المستثمرين الراغبين في خوض تجارب استثمارية بالمغرب عمومًا وبمنطقة أكادير خصوصًا:"تعتبر هذه المنطقة ثاني قطب اقتصادي بالمملكة، ولديها كل المقومات التي تسمح لها بالتقدم أكبر وجلب رؤوس أموال من الخارج، فهي تتوفر على مؤهلات في الفلاحة، السياحة، الصناعة…، كما تعتبر بنيتها التحتية قوية مقارنة بمناطق مغربية أخرى". بالموازاة مع عملها، للمياء حضور في الجانب الجمعوي بباريس، كالمجلس الاستشاري لإدارة شبكات الخبراء بالمغرب وفرنسا، ورابطة خبراء المحاسبة باتحاد البحر الأبيض المتوسط، حيث تعمل على طرق أفضل للحكامة في عالم الجمعيات وتكتب بين الفينة والأخرى مقالات تُعنى بهذا الشأن، كما تنظم مجموعة من المنتديات والندوات المتعلقة باستراتيجيات المقاولات والتنمية المستدامة ودبلوماسية الاقتصاد.