ألقت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية الأمن الولائي بأكادير القبض يوم أمس الجمعة على أفراد عصابة خطيرة مكونة من ستة أشخاص لا يتجاوز عمرهم ثلاثين سنة، ثلاثة منهم يشتغلون في الحدادة، و كلهم ينحدرون من دوار آيت تووكت بسفوح جبال أكادير . وخلال البحث التمهيدي مع أفراد هذه العصابة، اعترفوا بتنفيذهم لما يزيد عن 50 عملية سرقة، كما أكدوا بأنهم متخصصون في سرقة منازل تعد بالعشرات و امتد مجال اشتغالها من أكادير بمختلف أحيائه من الوداديات والشرف وحي السلام والهدى والتمديد وشارع المقاومة، إلى مدن مراكش والصويرة والدارالبيضاء والرباط، حيث كانوا يقومون باقتحام المنازل بعد التأكد من خلوها من قاطنيها بواسطة مفاتيح مزورة، و لم تسلم من عملياتها حتى منازل بعض أفراد الأمن بالمدينة. هذا، و تقاطر العشرات من المواطنين على مركز الشرطة بأكادير، حين تناهى إلى علمهم القبض على أفراد هذه العصابة وكلهم أمل في استرجاع ممتلكاتهم، إلا أنه اتضح أن أغلب الأجهزة الغالية الثمن كالهواتف الثمينة والحواسيب المحمولة يتم بيعها في الحين، كما حدث لأحد الباحثين الذي صرح له أحد أفراد العصابة أنه باع حاسوبه المحمول ب 500 درهم بمدينة الدارالبيضاء فتحسر على فقدان حصيلة 20 سنة من الأبحاث، مصرحا لو أن أفراد هذه العصابة طلبوه بمليوني سنتيم، مقابل استرداده للمعلومات المضمنة في الحاسوب المسروق لفعل، كما شهد مركز الشرطة أيضا قدوم أحد الضحايا من حي أكدال بالرباط الذي فقد في شقته أربعة حواسيب محمولة، و سبق أن وجه التهمة في ذلك للخادمة التي تعرضت لاستنطاق بهذا الشأن والطرد بعد ذلك من المنزل إلى غيرها من الحكايات المؤلمة. هذا، و بعد القبض على عناصر هذه العصابة، اعترفوا بأن مسروقاتهم يجمعونها و يخزنوها بأحد البيوت بسفوح جبال أكادير، والذي وجد مكتظا بشاشات تلفاز البلازما ومختلف الأجهزة المنزلية والأثاث الرفيع. وعند استنطاق الشرطة لأفراد العصابة بخصوص مآل الذهب، صرحوا بأنهم يتعاملون بهذا الشأن مع أحد تجار الذهب المعروف بإنزكان، الذي يقوم باقتناء المسروق من هذه المادة ثم يقوم ببيعه لأحد التجار بالدارالبيضاء الذي يقوم بتدويبه، و قد تم إلقاء القبض على هذا التاجر بعدما طلبت الشرطة من العصابة إيهامه بوجود “سلعة جديدة” فقبضت عليه متلبسا في المكان المحدد و كان يحمل معه ميزان الذهب الخاص بالصائغين ومبلغ 3 مليون سنتيم. للإشارة، فعناصر الشرطة القضائية وفرقة مسرح الجريمة لأكادير كانت تتعقب العصابة المذكورة منذ مدة، و رغم كل المجهودات المبذولة، فلم تتمكن من إلقاء القبض عليها إلا يوم أمس الجمعة بتنسيق مع شركة الحراسة والأمن للمركب السكني “جيت سكن”، بعدما كانت تزاول نشاطها لما يقارب السنة حسب تصريح المكلف بتسيير شؤون المركب و الذي اقتحمت فيه أربع شقق في واضحة النهار دون أن ينتبه لها الحراس، مما جعل الشركة المذكورة تتشدد في عملية المراقبة، و حين لاحظ حراسها دراجتين من الحجم الكبير والممتاز تحوم حول المركب بشكل مريب، بادروا بالاتصال بمسؤولي الأمن الذين حظروا في الحين، حيث تم توقيف راكبي الدراجتين، وعثر بحوزتهما على حقيبة مملوءة بالعشرات من مختلف أنواع المفاتيح، وبعد التحقيق معهما قاما بإرشاد عناصر الشرطة على باقي أفراد العصابة. يذكر أن خطة العصابة كانت تنبني على مراقبة المنزل المقصود حتى يتم التأكد من خلوه من أصحابه، ثم يقتحمونه في واضحة النهار، حيث يعمدوا إلى تنفيذ عملياتهم بين التاسعة والحادية عشرة صباحا، وفي المساء بين الساعة الثالثة بعد الزوال إلى الخامسة مساء. ودراء لأية شبهات فقد كانوا يركبون سيارات مكتراة، ويظهرون أمام الملأ بمظهر في غاية الأناقة، و يكونوا غالبا مدججين بالأسلحة البيضاء، وقد سبق أن نجت من أيديهم زوجة مدير وكالة بنكية بحي السلام باغتتهم بعد رجوعها إلى المنزل فاحتجزوها بعد تهديدها وسلبها هاتفها، كما قاموا بإغلاق الباب عليها بعد أخد المفاتيح من يديها وسلب بعض من ممتلكاتها الغالية الثمن. ومن المقرر أن يحال أفرد العصابة على النيابة العامة غذا الأحد. ا