لكل فريق مآربه في شاطئ أكادير. فالفريق التقليدي يكتفي بالاستحمام في البحر وممارسة الرياضة، أما الفريق الثاني فيعشق ليل الكورنيش ويستمتع بالموسيقى المنبعثة أنغامها من كل فضاء، أما الفريق الثالث ف "ملاگي النهار مع الليل"، ليس لعيون لا البحر ولا الطبيعة ولا الموسيقى، وإنما لعيون "الكاورية" التي قد تتأخر لكنها، في نظره، ستأتي لا محالة. إنهم "البيتش بوي"، وهو إسم بات يطلق على شريحة من الشباب تقضي معظم يومها موزعة بين الشاطئ والكورنيش في انتظار الفتاة الأجنبية التي تحقق لها حلم الهجرة نحو أوروبا. ولاد قافزين وسيمون في عيون الباحثات عن "فارس الأحلام" و"محكورين" لدى بعض سكان المدينة وملاحقون من طرف الشرطة، لكنهم في نظر أنفسهم "ولاد قافزين" يسعون إلى تحقيق حلم مشروع بالنسبة إليهم ما داموا لا يخالفون القانون. إنهم "البيتش بوي".. شباب مميزون بلباسهم وتسريحات شعرهم الأنيقة ودرايتهم الواسعة بعدد من اللغات الأجنبية. يأخذون مكانهم في الكورنيش أو الشاطئ منذ الصباح، لعلمهم أن أي تأخير لن يكلفهم فقط عقوبة إدارية من قبيل "ميزابي" أو "أفيرتيسمون"، كما هو الشأن بالنسبة للموظفين، وإنما "فتاة الأحلام" التي قد تكون "دجاجة بكامونها"، تجمع بين الجمال و"الوريقات". يقول سعيد. ش، أحد شباب "البيتش بوي"، "ليس عيبا ما نقوم به.. نحلم بالهجرة ونسعى إلى تحقيقها دون القيام بأي فعل مخالف للقانون أو التضحية بأرواحنا في سبيل ذلك عبر قوارب الموت"، وزاد موضحا "ماشي كنجروها من يديها بزز.. راه حتى مجموعة من الكاوريات كيجيو لهنا باش يلقاو فارس الأحلام ديالهم". وأضاف "راه هاد الكورنيش يشهد على قصص حب جميلة بين مغاربة وأجنبيات.. وهادشي ماشي عيب وفي بعض الأحيان يقتصر الأمر على علاقات صداقة كتبقى مستمرة حتى بعد سفرهن لبلادهم". داها كاورية الحلم الذي ما زال يراود سعيد تحول إلى حقيقة بالنسبة لعدد من الشباب من أكادير أو من مدن أخرى. فشباب ‘البيتش بوي" يقضون وقت الفراغ في سرد حكايات عدد من "رفاقهم" الذين تمكنوا من سلب قلب وعقل "كاورية" والسفر معها إلى أوروبا، حيث كونوا أسرة ويزورون سنويا المغرب. يوضح رشيد. م، من المجموعة نفسها، "بزاف ديال صحابنا مشاو لبرا بهاد الطريقة وخدموا وكونوا عائلات… وراه دابا بيخير عليهم". وأكد أنه صيف كل سنة يحزم مجموعة من الذين اقترنوا بهذه الطريقة حقائبهم ويتوجهون إلى أكادير، حيث يستعيدون "الذكريات الجميلة" ويقومون بزيارة الأقارب. حالفة ديه مغربي بما أن اشتراك النساء في الغيرة أمر شائع، إلا ما ندر، فإن أجنبيات "حلفوا حتى يديوه مغربي". وهذا ما كشفت عنه سائحة أجنبية، خلال حديثها مع أحد شباب "البيتش بوي"، بحضور "كود"، إذ كشفت، بدون أي حرج، عن سر زيارتها المدينة، مشيرة إلى أنها "تبحث عن فارس أحلامها"، الذي لم تعثر له على أثر في بلادها. وقالت، خلال حديثها مع الشاب المذكور، أكدت أن "زيجات كثيرة لبنات بلدها من مغاربة كانت ناجحة، وأثمرت تكوين أسر سعيدة". يشار إلى أن مصالح الشرطة لا تتردد في طرد هؤلاء الشباب من الكورنيش وملاحقتهم، على اعتبار أن تصرفاتهم "تزعج السياح".