الخط : إستمع للمقال هل من حق عبد الله بوصوف أن ينشر رسالة ملكية، موجهة له في سياق خاص، وذلك بالتزامن مع البحث القضائي المفتوح في مواجهته بسبب شبهة تقديم تحويلات مالية لشخص متورط في جرائم المس بسلامة الدولة الداخلية والخارجية للمملكة؟ ألا يعتبر نشر هذه الرسالة بمثابة إساءة واستخدام معيب لرمزية "الملكية" التي تعتبر جامعا مشتركا بين جميع المغاربة بدون استثناء؟ وماذا يريد أن يقول لنا عبد الله بوصوف بنشر هذه الرسالة الملكية؟ وفي هذا السياق بالتحديد؟ هل يرغب في التأثير على القضاء وكأن لسان حاله يلهج بعبارة "أنا من محبي الجناب الشريف"؟، ولا يمكن متابعتي بجريمة التواطؤ مع إدريس فرحان الذي انخرط في حملة ممنهجة للمساس بواجب التوقير المكفول للجناب المنيف. من المؤسف أن يشهر عبد الله بوصوف، بالتزامن مع محاكمته، رسالة ملكية موجهة له في ظروف خاصة، كان من الممكن أن يتوصل بها أي مواطن مغربي يرفع لجلالة الملك إصدارات أو مؤلفات أدبية. فجلالة الملك أجاب بكياسة الملوك على الإصدارات المهداة لجلالته الكريمة، ولم يقدم لعبد الله بوصوف صك براءة أو رسالة حصانة أو مزية سامية يتباهى بها في الفايسبوك ووسائط الاتصال الجماهيري. وبنشر هذه الرسالة بطريقة مشوبة بإساءة استخدام الرموز الملكية، كيف سيكون الفرق بين عبد الله بوصوف ودنيا باطمة؟ فكلاهما تذرعا بالأوسمة والرسائل الملكية في سياق محاكمتهما! فالحصول على وسام الاستحقاق، أو التوصل برسالة ملكية، بما يحتويان عليه من سابغ العطف الملكي، لا يعطيان للشخص المستفيد فرصة التباهي بهما في الشبكات التواصلية، لأنه تقدير ملكي شخصي لعمل محدد، كتقديم أغاني وطنية وشعبية في حالة دنيا باطمة، وتقديم إصدارات في حالة عبد الله بوصوف. فكفانا من إساءة استخدام الرموز الملكية، فهي ملك لجميع المغاربة بدون استثناء، ولا يجوز إشهارها في سياق التحقيقات والمحاكمات القضائية. لأن هذا الإشهار لا يعني سوى شيء واحد هو: محاولة التأثير على القضاء.