أنهى أمس الأحد المنتدى الدولي لحقوق الإنسان أشغاله بمراكش على إيقاع الإقناع الدولي بعدما أوفى على مدى أربعة أيام من النقاشات والخوض في مختلف المحاور بكل وعود النجاح التي ضربها إلى المنتظم الدولي و المهتمين عالميا بمجال الحقوق و حقوق الإنسان بصفة خاصة . لقد اختتثم هدا المنتدى فعالياته على وقع نجاح أبهر العالم بالاستجابة إلى متطلبات كل الفاعلين فيه باحتواء كل المواضيع التي تهم حقوق الإنسان دوليا . من أوجه نجاحاته المبهرة، و بلغة الأرقام، فإنه أوفى بمشاركة 7000شخص من 95 دولة ناقشوا وترافعوا في 100 موضوع يهم حقوق الإنسان في العالم ، كما عرف تنظيم 160 نشاطا حقوقيا يختلف مابين الرياضي و الثقافي و التكويني في مجال حقوق الإنسان بالغضافة إلى 357 إعلاميا حضروا من 20 دولة حضروا لتغطية أشغاله ، ناهيك عن 750 متطوعا حضروا هذا المنتدى الثاني العالمي لحقوق الإنسان الذي شد إليه أنظار العالم ليس لكون أشغاله انعقدت بمدينة مراكش وإنما لكون افتتاحه حضي بتلاوة الرسالة الملكية السامية إلى المشاركين فيه ، و هي الرسالة التي كانت درسا بالغ الأهمية في حقوق الإنسان وآليات النهوض بها، كما تزامن مع توقيع المغرب عل البروتوكول الأممي لمناهضة التعذيب و الاختفاء القسري وكل أشكال التعسف. إلى جانب ذلك شكل المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش فرصة سانحة للعالم للوقوف على نجاح التجربة المغربية في المنظومة الحقوقية و حقوق الإنسان بصفة خاصة حيث شكل المنتدى منظورا جديدا للدين ظلوا يروجون ضد ارتقاء المغرب في مجال حقوق الإنسان وأوضح محمد الصبار،الأمين عام المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في مداخلة قدمها بالمناسبة إلى أن المغرب انخرط في إرساء صرح العدالة الانتقالية وفق قناعة مفادها أن أسئلة الماضي تطرح في فترات الانتقال السياسي، وهو الخيار، الذي تبناه المغرب في إطار الاستمرارية ورغبة منه في طي صفحة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وبناء دولة المؤسسات. كما أكد أن نجاح تجربة العدالة الانتقالية في بلد ما لا يمكن أن يتم من خلال نقل نفس مقومات تجربة ناجحة من بلد آخر لأنها ليست وصفة جاهزة بل هي مسار طويل ومعقد يتم بلورته انطلاقا من السياق المحلي ويتكامل من خلال ابتكار حلول جديدة تتماشى والخصوصيات المحلية والتاريخية والاجتماعية...، للدولة المعنية مع الاستئناس فقط بتجارب أخرى واستخلاص الدروس المستفادة. وقد شكل هذا اللقاء، الذي ضم مجموعة كبيرة من الحقوقيين والأكادميين، فرصة لتقاسم التجارب واستخلاص الدروس من مختلف التجارب العالمية التي كان من بينها تجربة ساحل العاج، البرازيل، الأرجنتين، لبنان، الايكواتور، الجزائر، تونس، إلخ. وقد عرف اللقاء كذلك مشاركة كل من المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان والفدرالية الأورومتوسطية ضد الاختفاء القسري.