شرع حزب العدالة والتنمية في حملة "البراءة" من تنظيم الإخوان المسلمين عبر أحد المواقع الالكترونية المعروفة بولائها للحزب، والذي سبق أن نظم لقاء خاصا بمصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ليعرض حصيلة حكومة بنكيران يوم اشتد الخناق عليها. ولقد استدعى الموقع قياديا إخوانيا مغمورا يقيم في ضيافة رجب طيب أردوغان، الإمبراطور العثماني الجديد والذي قال عنه إنه مناصر للشرعية وينبغي أن نحمله فوق أعناقنا، وحاول القيادي المذكور، وهو بالمناسبة برلماني سابق في عهد الرئيس المعزول. وفي معرض جوابه عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين نفى القيادي وجوده أصلا ونفى علاقة العدالة والتنمية بالجماعة الأم حيث قال "نعم، هناك تواجد للإخوان في العالم نعم، لكن كفكرة، أما قضية وجود تنظيم عالمي ودولي يجمعهم، فالأمر غير صحيح، إنما هناك تنسيق". وأضاف "وجود تنظيم معناه التدخل في الشأن الداخل لتلك البلدان، وهذا لم يحدث، فهل مثلا يأتي التنظيم من مصر لحزب العدالة والتنمية بالمغرب ليتدخل في الشأن الداخلي، هذا لم يحدث أبدا، إنما هناك فكرة يتم عبرها التنسيق بين قيادات الحركات الإسلامية، من أجل نصرة الفكرة دون التدخل في الشأن الداخلي". وعن كيفية التنسيق قال "من البديهيات أن الفكرة الإسلامية موجودة في كل البلدان، في المغرب وتونس مثلا... وقيادات تلك الحركات الإسلامية تنسق فيما بينها بالتعاون والتناصر للقضية، وهو ما أمرنا به ربنا حيث قال "وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"، يعني أمة العالم الإسلامي". وأشار إلى أن "ما يقال عن تنظيم دولي يؤثر على السياسات الداخلية للبلدان، وأن انتمائك ليس لبلدك بل للتنظيم، فالأمر غير صحيح وليس سليما". ما قاله القيادي الإخواني هو نفسه المقصود بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فليس التأثير معناه إصدار أوامر، لأن اللعبة الاستخباراتية التي دخلها التنظيم لا تقتضي إعطاء أوامر وإنما تحريك اللعبة عبر وسائل حديثة، وهي لعبة يتم تدبيرها من قطر وتركيا عبر تنظيمات تحمل مسميات مختلفة. والظاهر، حسب متتبعين، إن الحزب، الذي لديه علاقات تعاون مع الموقع المذكور، بدأ حملة "براءة" من الجماعة، استعدادا للقادم من الأيام وهذا ما فعله راشد الغنوشي، زعيم النهضة التونسية، الذي تفادى مصير الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.