اختلفت أنواع التعنيف والتعذيب التي مارسها السجانون في الدولة الإسلامية في العراق والشام على الرهائن الذين اختطفوهم واحتفظوا بهم مطالبين أسرهم والدول التي ينتمون إليها بالفدية. التعذيب بشتى أنواعه ارتفعت وتيرته وحدته مع شن القوات الأمريكية وبعض القوات المتحالفة معها غارات عسكرية على داعش بعد دخولها إلى العراق واكتساحها غالبية المدن العراقية في غياب أية مقاومة حقيقية من طرف القوات العراقية مما جعل التعذيب على الرهائن تتفاوت خطورته وحدته على الرهائن حسب جنسياتهم. فالجلادون أصبحوا أكثر قسوة في التعذيب مع الرهائن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين وبدرجة أقل الرهائن الفرنسيين والبلاجكة والإسبان. غير أن الذي نال حصة الأسد من التعذيب إلى حد الموت هم الرهائن الأمريكيون والبريطانيون. ويبقى الأمريكي جيمس فولي المصور الصحفي المعتمد لدى وكالة غلوبال بوست الإعلامية، الرهينة الغربي الأول الذي عانى من التعذيب بكل الأنواع طوال قرابة سنتين قبل أن تنفذ عقوبة الإعدام في حقه على الطريقة الداعشية الوحشية المتمثلة في قطع الرأس أو الذبح من الوريد إلى الوريد مع تصويره مباشرة ونشر فيديو تنفيذ عملية قتله على الإنترنيت. وعلى لسان رهائن سابقين تم الإفراج عنهم، وعلى لسان أسر وذوي بعض الرهائن الغربيين، كشفت الزميلة "لوموند" نقلا عن "نييويورك تايمز" الأمريكية الرعب الذي عاشه بعض الرهائن في حصص التعذيب الممارس في حقهم من طرف جهاديي الدولة الإسلامية في سوريا، وهم الرهائن الذين قضى منهم خمسة إما من هول التعذيب وحدته وإما بتنفيذ الحد فيه طبقا لأعراف داعش ومواثيقها. من خلال ما استقاه المصدر المذكور عن التعذيب الوحشي الذي مارسه سجانو "داعش" على الرهائن تكون الجراحة الوحشية الممارسة بمشاريط وسكاكين على أبدان الرهائن بحثا عن رقائق ال"جي بي إيس" أو رقائق معلوماتية أخرى قد تفيد الدول التي ينتمي إليها الرهائن في الرصد أو الاتصال المحتملين هي أحدث و جوه التعذيب التي مورست على الرهائن. أما التناوب في الضرب والجرح على هؤلاء إلى حد كسر العظام فكانت هي بداية فنون التعذيب التي أصبحت "بدائية" ومتجاوزة في قاموس التعذيب لدى داعش. ما حكاه الرهائن المفرج عنهم، ومنهم من لازم جيمس فولي في زنزانة لا تتسع لعشرة أمتار وتراكم فيها أكثر من 130 رهينة، إلى أن تم قطع رأسه في التاسع عشر من غشت الأخير، ينذر بأن التنظيم أشد قسوة على الغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وحلفائهما، بل يؤكد أن داعش على درجة عليا من الابتكار في أساليب التعذيب لاستخلاص ما تريده بالإكراه ممن تعتبرهم أعداءها وخارجين عن طوع الدولة الإسلامية التي تريد داعش قيامها حسب إيديولوجيتها ومطامحها في كل المعمور. إن كان الضرب المبرح بالأيادي والأرجل والعصي وبكل ما أوتي في أيادي الجلادين أمرا عاديا ومطاقا لدى الرهائن، فإن الجديد هو تعليق هؤلاء من الرجلين على مسافة قريبة من الأرض وتصفيد يديه إلى الخلف تجعل رأس الرهينة يحادي الأرض ويصطدم بها بقوة كلما مورس عليه الضرب على قدميه أو حرقهما. وتتعدى هذه العملية الأمر إلى عملية أشد قسوة يتم فيها وضع رأس الرهينة المعلق في إناء من الماء النتن يكاد يخنق فيه غرقا. عملية أخرى لا تكاد تقل قسوة وغلظة هي تكبيل الأطراف الأربعة للرهينة ورميه في ما يشبه صهريجا مليئا بالماء العكر والنتن لزمن معين ثم إعادته إلى الوضع الطبيعي لاستفساره ووضع الأسئلة عليه. التعذيب النفسي له حضوره القوي في النيل من الرهائن، وهو التعذيب الذي يتعلق بطبيعة الأسئلة التي كانت تلقى على الرهائن وبث صور فيديو حية لزملاء لهم يعانون من مختلف التعذيب خارج الزنزانة لاستخلاص المعلومات الجديدة وللتأثير على ذويهم وأسرهم وحكومات الدول التي ينتمون إليها بهدف استخلاص الفديات نقدا أو مؤونة أو عتادا حربيا. بعد إحدى حصص الاستنطاق الروتينية عاد جيمس فولي "يطير من الفرح" ظنا منه أن زمن الإفراج عنه قد حان، وذلك بعد أن تمت مساءلته أسئلة شخصية وتقنية محدودة أمام عدسات الكاميرا، من قبيل "من كان قد ذرف دموعا لحظة حفل زفافك" و"ما كان اسم قائد فريقك لكرة القدم الأمريكية في سلك الثانوي من تعليمك"، وهما سؤالان كان جيمس فولي يظن أنهما كفيلان بتواصل داعش مع أسرته لمناقشة الفدية المالية المطلوبة، قبل أن يتم الكشف عن أن الأسئلة المطروحة وتصويرها بالفيديو ما هي إلا دليل إلى الأسرة والحكومة الأمريكية على أن جيمس فولي مازال حيا يرزق، وأن حبل الابتزاز متواصل عن طريق المطالبة بالفدية، وأن بدل الفدية توصلت داعش بالعشرات من الفديات بشأنه،، وكان ذلك فقط عندما كان التنظيم لايزال ينشط في سوريا قبل إشهاره دخول العراق ورفع راية الدولة الإسلامية في العراق والشام، أما بعد دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية على رأس حلفائها على خط شن هجمات على هذه الدولة فقد تم قطع رأس فولي وبعث رسالة واضحة إلى واشنطن وحلفائها وكل العالم.