دلت الوقائع الأخير المرتبطة بالعفو خطأ عن دانيال كالفان مغتصب الأطفال بمدينة القنيطرة عن وجود بصمات لمولاي هشام، الذي يحلم بالجمهورية الافتراضية التي يكون رئيسها ويوزع حقائبها الوزارية على مجموعة من المحيطين به الذين ينفذون خططه، التي يديرها من بعيد و"بالسكوتي"، ولا يكاد مولاي هشام يثير ضجة في القضية وكأنه غير معني بها بتاتا، لكن هناك مؤشرات دالة على وجود آثار للطبخ الذي اشتغل عليه الأمير الجمهوري، الذي يريد من الملكية رمزيتها التي منحته تحويل رأسماله الرمزي إلى رأسمال مادي ويريد من الجمهورية السلطة له وحده. فليس من الصدف أن يلتقي مجموعة من الأشخاص على عمل موحد دون أن يكون بينهم رابط، ودون أن يجمعهم عنوان كبير، فقد اشتغل في الأيام الأخيرة صحافيون وغيرهم على موضوعة واحدة: تشويه صورة الملكية في المغرب والتي تنتهي في الأخير بالمطالبة بالإصلاح أو التغيير وهو خطاب لا يخرج عما يكتبه مولاي هشام ويبشر به في الآفاق في مقالاته التي يكتبها نيابة عنه "الكتاتبي" عبد الله حمودي مدعي الانتماء إلى علم الأنتروبولوجية. لم نجد موقعا كان متحمسا لنشر كل الأكاذيب وتضليل الرأي العام بخصوص قضية كالفان أكثر من ألف بوست لصاحبها الحسين المجدوبي، الذي يعتبر الناطق باسم مولاي هشام في إسبانيا، ويعتبر ولي نعمته، ويذكر كثيرون أنه لم يكن شيئا قبل لقائه بالأمير الجمهوري، الذي جمع حوله ذات يوم مجموعة من الصحفيين لخدمة مشروعه في المواجهة مع المؤسسة الملكية، التي كان يريد من وراء المواجهة الابتزاز فقط وتحقيق مواقع قيادية ناسيا أن التقليد والعرف يمنعان الأمراء من التدخل في الشأن السياسي، وهم أبناء الشعب الذين عليهم القيام بأدوار طلائعية في العمل الاجتماعي الذي يوحد ولا يفرق. فالحسين المجدوبي كان نسيا منسيا قبل أن يلتق بمولاي هشام ويصبح بعد ذلك شريكا في مؤسسات داخل وخارج المغرب، ومديرا لشركات وغيرها، وكل ذلك بفضل خيرات مولاي هشام وتبرعاته. أما ثاني تلك المواقع فهو موقع لكم، الذي خصص حيزا واسعا لهذه القضية لكن من وجهة نظر واحدة، وفبرك القصص الخيالية حول القضية وحول تدخلات وحاول إظهار المؤسسة الملكية على أنها عاجزة عن إدارة الشأن العام وكأن الملك مفروض فيه أن يدرس الملفات واحدا تلو الآخر دون تفويض، لكن ما كان أنوزلا ليقوم بأكثر من ذلك تحت طلبات مولاي هشام الذي يعتبر من أهم ممولي موقع لكم والذي لولاه لمات منذ مدة. فمولاي هشام بارع في استعمال طاقية الإخفاء، لكن وكما يقال البعرة تدل على البعير، فكذلك حركات مولاي هشام تظهر بصماته في العديد من الأمور، فقد شوهد مولاي هشام قبل انفجار القضية رفقة إيناس سمبريرو، فهو يعتمد على الصحفي الإسباني ويزوده بالمعلومات التي يقوم هذا الأخير بإعادة توزيعها على مجموعة من خدمة الأمير الجمهوري. وأصبح سمبريرو المصدر المفضل لدى علي أنوزلا وكل أخباره المتعلقة بالعلاقات المغربية الإسبانية يقف وراءها ساكن البراكة فوق سطح إيل بايس. ويستغل علي أنوزلا مجموعة من الصحفيين المعروفين بعدائهم لمفهوم الدولة لاعتبارات شخصية طبعا، وعلى رأسهم علي عمار، الصحفي الفاشل الذي سبق أن حصل على العفو الملكي بعد أن كان يقضي عقوبة سجنية في قضية نصب واحتيال. ويكتب في موقع لكم رضى بنعثمان، أحد السلفيين الجهاديين والذي يقدم نفسه معتقلا سياسيا سابقا مع العلم أنه محكوم في قضايا الإرهاب. وفاطمة الزهراء القادري زوجة علي عمار التي لا يهمها أن تكون رقم واحد في حياته أو رقم 16 ولا يهمها أن تتقاسم الحميمية مع زوجها رفقة أخريات. أما ثالثة الأثافي فهو أن يفتح موقعه لأحمد بن الصديق المهندس الذي فشل في إدارة شركة سوتيرما المسيرة لحامة مولاي يعقوب، والذي ارتكب أخطاء كثيرة وبعد إزاحته من منصبه تحول إلى مناضل ثوري "قادر على بيع الماتش في الدقيقة التسعين" حيث اشترط مقابل السكوت منصب لا يقل عن والي أو مدير مؤسسة عمومية مع تعويض "منفوخ". وبالنتيجة فنحن أمام مجموعة من الفاشلين يشتغلون لفائدة السيد المقيم بعيدا عن الوطن، وليس ادعاء وجود مؤشرات على بصماته في القضية حيث يده طويلة نتيجة ما يغدقه على البعض، ولكن الطريقة التي تم بها تسريب دانيال إلى لائحة العفو وسرعة تسريب الخبر إلى موقع محدد يدل على أن الأمير الجمهوري له حظه الوافر من القضية، لأن من أهدافه إثارة البلبلة قصد زعزعة الاستقرار الذي يحد من حركته ومن كلامه. فمن يقف وراء هذه الشبكة التي تمتد أفقيا وعموديا هو الزعيم الأوحد الحالم بإسقاط النظام كي يتوج الأمير الرئيس على جمهوريته الافتراضية ليوزع المناصب على خدامه الأوفياء لجيبه. وأسباب أوهامه أنه لم يرد أن يستوعب أن المغرب تغير وأن القطار الديمقراطي فاته أما إذا أراد أن يكون ثوريا فليس أمامه سوى التخلي عن رأسماله المادي الذي اكتسبه من رأسماله الرمزي.