شنت الصحافة الإسبانية خلال الشهور الماضية حملة شرسة على المغرب، انطلقت منذ أحداث "اكديم إيزيك"، وتواصلت خلال المفاوضات التي تمت بين الإتحاد الأوروبي والمغرب بشأن اتفاقيات الصيد البحري والقطاع الزراعي، ولقد كان لافتا أن الصحافة الإسبانية تكن عداءا تاريخيا للمغرب ولا تتورع في حشد سكاكينها كلما لزم الأمر. إن غالبية الصحافة الإيبيرية تواصل نشر مقالات زائفة عن المغرب، حيث لا تتورع في تحريف أخبار المغرب، وتحويلها من إطارها المهني الصرف، إلى مجرد إشاعات كاذبة، بل إن عددا من الصحافيين الإسبان لا يخفون علاقتهم، بأعداء الوحدة الترابية، وهو الأمر الذي ظهر جليا خلال أحداث العيون التي حولتها الصحافة الإسبانية إلى محاكمة علنية للمغرب، ولم تأل جهدا في اختلاق الأكاذيب وتقديم شهادات وهمية عن الأحداث، وهو الأمر الذي وضع وسائل الإعلام الإسبانية في موقف مضحك أمام العالم أجمع. والواقع أن مجموعة من المراسلين المعتمدين في المغرب من قبيل ديرينا كالفو مراسلة جريدة إلموندو، ولويس دو فيغا عن أبس، ودافيد ألفارادو من القناة الرابعة، وبياتريز ميسا غارسيا عن قناة كادينا، يرتبطون بعلاقات حميمية مع قادة البوليساريو، هذا المعطى تم التأكد منه خلال ملف أميناتو حيدر، وبشكل أكثر خلال أحداث مخيم اكديم إيزيك، وهو ما فضح هذه الصحافة التي تسعى إلى تشويه صورة المغرب كلما لزم الأمر إرضاء للإنفصاليين، وهو ما تؤكده أيضا طريقة تدبير كل من إيغناسيو سامبريرو مراسل جريدة الباييس، وأحد مرتزقة الإعلام الإسباني الذي أكل في وقت سابق من طنجرة المغرب قبل أن ينقلب على عقبيه وإيرينا كالفو، وقد أمضيا معا ليلة 30 و31 أكتوبر الماضي في المخيم يجمعون شهادات من يقطنون به. يوم واحد بعد نهاية إقامتها بالمخيم كتبت الصحافية إيرينا كلفو عن المخيم مقالا عنونته ب "دولة صحراوية صغيرة بالقرب من العيون"؛ خلال هذا المقال قالت الصحافية إن المعتصمون يطالبون بحياة كريمة ومساكن وعمل وولوج التعليم. في سياق هذه الأحداث التي تعاملت بها السلطات المغربية بكثير من الحكمة والرزانة، قامت وسائل إعلام إسبانية من قبيل جريدة الباييس ووكالة إيفي بنشر صور لضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، لإقناع المنتظم الدولي بأن الأمر يتعلق بضحايا مخيم اكديم إيزيك. الغريب في الأمر أن سامبريرو يقضي أغلب وقته مقيما في المغرب حيث يتوفر على شبكة علاقات قوية، مع عدد من الأطراف التي تقف ضد توجهات المغرب، من قبيل بوبكر الجامعي ومعاد غاندي وعلي المرابط وأحمد السنوسي وشكيب الخياري. خلال تغطيته لمسلسل الاستفتاء على الدستور الجديد الذي صوت عليه المغرب بنسبة كبيرة، نشر سامبريرو مقالا بعنوان "محمد السادس يبحث عن تصويت كاسح"؛ وفي هذا المقال تحدث سامبريرو على أن السلطات المغربية تدفع الناخبين إلى التصويت مستعملة جميع الوسائل، مشيرا إلى أن السلطات المغربية كانت تبحث عن نسبة مشاركة عالية في الاستفتاء على دستور فاتح يوليو. من هنا يبدو واضحا أن الصحافة الإسبانية لا تبحث دائما عن الحقيقة في تغطيتها للأحداث التي تقع في المغرب، وغالبا ما تتحول إلى صحافة إثارة، محاولة بشتى الوسائل تحريف صورة المغرب، والتقليل من الإصلاحات التي اتخذها والتي اعتبرت متطورة، هذه النظرة المتحيزة للصحافة الإسبانية ساهمت في خلق أجواء التوثر بين الرباط ومدريد، خصوصا أن الأخيرة غالبا ما تخضع لتأثيرات الصحافة الإسبانية، التي تحاول تصوير المغرب وكأنه جنة الإرهاب والتطرف، وكل ذلك إرضاء لشرذمة الإنفصاليين الذين دخلوا في علاقات مشبوهة مع عدد من الصحافيين الإسبان، والذي يحضرون إلى المغرب بغرض ممارسة الصحافة قبل أن يتحولوا إلى جواسيس في أيدي الإنفصاليين.