يرصد كتاب "تجربة التناوب في المغرب", للسياسي الحبيب المالكي من خلال شهادات حية وقراءات معمقة, مرحلة تاريخية من تاريخ المغرب الحديث تتمثل في تجربة حكومة التناوب برئاسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي. وقد تم تقديم هذا الكتاب, الذي صدر بمساهمة الصحفية نرجس الرغاي, أمس الخميس بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بحضور شخصيات تنتمي لعوالم السياسة والفكر, منها على الخصوص السادة عبد الرحمان اليوسفي وأندري أزولاي ومحمد اليازغي وإسماعيل العلوي وسعد العلمي ومحند العنصر وإدريس اليازمي ومحمد مجيد. ويشكل المؤلف الصادر عن "لاكروازي ذي شومان" في 202 صفحة من القطع المتوسط, رغبة قوية في فهم مرحلة مهمة من مراحل تاريخ المغرب الحديث. وحول هذا المؤلف قال الأستاذ الحبيب المالكي, في تصريح للصحافة, إنه مساهمة في إثراء الثقافة السياسية في المغرب, التي تعيش فقرا كبيرا نتيجة إهمال عدد كبير من الفاعلين السياسيين لما يتعين القيام به في مغرب اليوم, وتقديم شهادات حية وقراءات لمراحل تاريخية معينة قصد تكوين ذاكرة تساعد على فهم ما يجري, لاسيما بالنسبة للشباب. وأكد على أنه "لا يمكن لأي بلد أن يتطور سياسيا في سياق بناء الديمقراطية, من دون ذاكرة وتوضيح الرؤية والمواقف واتخاذ الملائم ليس فقط ميدانيا ولكن أيضا فكريا", مبرزا أنه في هذا السياق تم إنضاج هذا المشروع مع الصحفية نرجس الرغاي, وأنه تم الاشتغال فيه على ما عاشه شخصيا قبل وخلال تجربة حكومة التناوب بجميع تناقضاتها وإيجابياتها, وأيضا ما بعدها. ومن جهتها قالت الصحفية نرجس الرغاي, إن الكتاب جاء ثمرة للقاء بين سياسي وإعلامية, مشيرة إلى أنها حاولت من خلال هذا العمل, كصحفية وملاحظة, "فهم ما حدث خلال الإعداد لتجربة التناوب ثم سبب توقف هذه التجربة بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي سنة 2002, وبالتالي ما يعنيه نهاية المنهجية الديمقراطية". وتأسفت نرجس الرغاي, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, لكون "السياسيين المغاربة لا يفكرون في ترك شهادات حية عن تجاربهم في الحياة السياسية كل من موقعه, باستثناء ما قد نجده عنهم داخل الهيئات السياسية التي كانوا ينشطون فيها كما هو الشأن مع المرحوم عبد الرحيم بوعبيد والمحجوب بن الصديق الذي رحل مؤخرا دون أن يترك شهادات عن مسيرته النضالية". وخلصت إلى أنها أحست أن للمناضل والسياسي الحبيب المالكي, الذي تعرفت عليه قبل عقود, الكثير مما يريد قوله حول هذه المرحلة من تاريخ المغرب, مضيفة أنهما بدءا العمل في يوليوز 2010 وانتهيا منه في مارس 2011, وأن الكتاب هو أول خوض لهذا السياسي في أحداث لازالت حية ولازال الكثيرون ممن كانوا عناصر نشيطة فيها أحياء. بالإضافة إلى المقدمة يضم الكتاب, الذي يحاول التأسيس لتقليد جديد عبر الإسهام في تحليل المشهد السياسي, تسعة فصول تتناول "بدايات المصالحة" و"سنوات التناوب" و"رحلة في حكومة التناوب" و"الحكم في عهد ملك جديد" و"اليوسفي يرحل" و"الاتحاد الاشتراكي في العهد الجديد" و"إحساس, بأن شيئا ما لم يكتمل إنجازه", ثم ال`"خاتمة".يشار إلى أن السيد الحبيب المالكي أستاذ جامعي وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, شغل منصب وزير للفلاحة من 1998 إلى 2000 على عهد الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي, ومنصب وزير التربية الوطنية تحت رئاسة إدريس جطو, كما رأس المجلس الوطني للشباب والمستقبل والمركز المغربي للظرفية.