تميز اجتماع المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي أول أمس بتوجيه انتقادات حادة لادريس لشكر عضو المكتب السياسي والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان وصلت إلى حد المطالبة بعقد مؤتمر للحزب قبل الانتخابات التشريعية (2012) تفاديا لتأثيره على هذه المحطة (حسب قولهم). وإذا كان انتقاد ادريس لشكر ظاهرة معروفة لدى بعض أعضاء المجلس الوطني بحكم ولائهم لأطراف أخرى فإن الجديد أول أمس هو انتقاده من لدن أعضاء في القيادة وأقرب مقربيه في إحدى اللحظات (أصدقاء الأمس) ويتعلق الأمر بكل من عبد الهادي خيرات ومحمد بوبكري. وقد ركزت تدخلات كل من خيرات وبوبكري على ضرورة إعطاء الاستقلالية للقرار الحزبي في الاتحاد الاشتراكي في إشارة إلى ضرورة إعطاء القواعد إمكانية اختيار التحالفات المقبلة غير أن كلا التدخلين لم يذكرا ادريس لشكر بالاسم غير أن سياق الحديث كان مفهوما بشكل واضح . ويعد تدخل الطيب منشد عضو المكتب السياسي وأحد مؤسسي الجناح النقابي الجديد صاحب أحد أبرز التدخلات التي هاجمت ادريس لشكر لا سيما عندما قال بأن "الوافد الجديد" لم يعد خارج الاتحاد الاشتراكي بل داخله. كما أحال منشد الذي كان يتحدث أمام ادريس لشكر الحاضرين على البيان الشهير للاتحاد الاشتراكي والذي كان الاتحاديون يرفضون من خلاله أي تعامل مع "الوافد الجديد" بل حتى مع حركة لكل الديمقراطيين قبل أن يتكسر هذا العرف على يد علي بوعبيد. وحذر الطيب منشد من مغبة الاستمرار في نفس النهج إلى ما بعد 2012 حيث سيكون بالإمكان تسمية الحزب أية تسمية ما عدا نعته بالاتحاد الاشتراكي حسب قوله. كما كان مفاجئا كذلك انتفاضة أحد مقربي ادريس لشكر المسؤول على أحد التنظيمات المحلية في الرباط ضد لشكر وهو يقول بأن هناك كولسة تجري في الصالونات الفخمة ضد هوية الحزب. بدورها انتفضت زوجة مسؤول حزبي في قيادة الاتحاد الاشتراكي ضد ما أسمته "التدليس" الذي تعرضت له داخل مؤتمر القطاع النسائي الذي جرى مؤخرا حيث تم انتداب أسماء من مدن أخرى في لائحة مؤتمرات الرباط العاصمة ويتعلق الأمر بخديجة اليملاحي المنسقة الوطنية للقطاع النسائي التي انسحبت من المؤتمر مؤخرا. وفي علاقة بالاحتجاجات التي رافقت ظهور حميد فاتحي في برنامج حوار في حلقته الأخيرة فإن بعض النقابيين الذين كانوا يودون الاحتجاج بقوة في المجلس الوطني تمت السيطرة على مطالبهم لا سيما بعد تدخل بعض أعضاء المكتب السياسي في الوقت الذي كانوا يتهمون فيه ادريس لشكر ورشيدة بنمسعود بدعم فاتحي على حساب عبد الرحمان العزوزي الذي يجمع عليه أغلبية الاتحاديين.وفي تعليقه على الخبر قال مقرب من ادريس لشكر بأن الأمر لا يعدو كونه مجرد تصفية حساب وامتنع عن تقديم توضيحات أخرى