وقف عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عند قبر عبد الكريم الخطيب بمناسبة رحيله إلى دار البقاء. تحدث عنه كثيرا ودعا له بالمغفرة والرضوان. لكن بين الرجلين مسافات لا يمكن أن يقرب بينها قبر ساكنه ذهب غاضبا عند ربه. بين كلام بنكيران الظاهر وكلامه الخفي ترقد شياطين التواطؤ. هل سيطلب بنكيران من الخطيب العفو من خطايا لا تعد ولا تحصى؟ بأية جريرة تم طرد كل رفاق الرئيس المؤسس وهي صفة لا تسمن ولا تغن من جوع السياسة ونهم المتربين آكلي الخبز والزيتون الذين تحولوا الى أغنياء؟ ليست لدى بنكيران الجرأة ليخاطب القبر قائلا إنه تآمر على ساكنه، فبعد أن كان يرسل الوسطاء عند زعيم الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية قصد قبولهم كأفراد في حزبه همشوه الى درجة التبرم منهم. هل بمقدور بنكيران أن يقول للخطيب لم تكن سوى مرحلة تهيأ له الأجواء للسطو على الحزب وطرد أصحاب الدار من دارهم؟ هل سيقول له إننا قمنا بحملة تطهير شاملة كان آخر معاقلها إحدى النقابات؟ بين الرجلين مسافات. بين الرجلين قدرات وشجاعة لا يمكن أن يدعيها بنكيران. فرغم أن الخطيب كان ابن القصر ومن الأوفياء للدولة وللملك فكانت لديه الجرأة ليقول بوضوح إنه ضد حالة الاستثناء. المشكل يكمن في الرجل الغامض منذ انشق عن الشبيبة الإسلامية،والذي رغم مواقفه التي لا تشم منها رائحة جرأة ولو ناقصة فإنه يبقى الحاضن الأوفى لكل تيارات التطرف. بنكيران الذي لم يحسب لكل الأمور حساباتها شرع في جني عقوقه لرجل أدخله داره ومنحه المفتاح فطرده هو وأبناؤه من الدار. هل يوجد شخص واحد محسوب على الخطيب ما زال داخل العدالة والتنمية؟ موسم القطاف بدأ مع موجات الاستقالات والفرار من قبضة الحزب الحديدية رغم أن قفزات بنكيران من حرير باهت، بدأت الرؤوس تتساقط وتعرت عورة الحزب المنضبط الداعي للأخلاق ليتبين أن هذا البيت السياسي يجمع داخله مجموعة ليس من السهل تصنيفها. عندما وقف بنكيران عند قبر الخطيب كانت لجنة حزبية تقوم بتحقيق حول ضياع 60 صوتا من الحزب خلال انتخابات الكبار. بنكيران كان يدري جيدا كم سيضيع منه في انتخابات الصغار؟ ولا وجود لبنكيران دون أمانة عامة وانتخابات وجاه ونيابة عن الشعب الذي يزعم أنه خرج من رحمه وهو شيء غير حقيقي إلا إذا كان من زواج سفاح. عنما وقف بنكيران عند قبر الخطيب كان يرد الأمانة إلى أهلها،وينعي حزب العدالة والتنمية ويدعو بالويل والثبور على المستشارين الخونة.