كشفت مصادر مطلعة عن تغييرات جذرية ستطال رأس المسؤولية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ، حيث ينتظر أن يعرف الدخول السياسي المقبل إلغاء كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي،وإنهاء عهد تسيير الوزارة برأسين،وسيتم الاحتفاظ بأحمد اخشيشن كوزير التربية الوطنية في وقت يتوقع أن ترحل لطيفة العابدة العابدة إلى المجلس الأعلى للحسابات لتولي منصب الرئيس المنتدب لهذا المجلس بدلا من مزيان بلفقيه الذي توفي مؤخرا . وربطت مصادرنا هذا التغيير الذي ينتظر أن يمس هرم المسؤولية في قطاع التعليم بتفعيل الخطاب الملكي الأخير الذي دعا فيه إلى إتخاذ قرارات شجاعة في التعليم ، حيث أكد جلالة الملك في خطاب العرش أن النظام التعليمي،طالما واجه عراقيل ديماغوجية،حالت دون تفعيل الإصلاحات البناءة،وأنه يستنزف طاقات الدولة، ومواهب الفئات الشعبية، في أنماط عقيمة من التعليم بشكل بجعل رصيدنا البشري عائقا للتنمية،بدل أن يكون قاطرة لها. ودعا إلى اتخاذ قرارات شجاعة، لتحقيق الملاءمة بين التكوين العلمي والمهني والتقني، وبين مستلزمات الاقتصاد العصري، وتشجيع البحث العلمي والابتكار، والانخراط في اقتصاد ومجتمع المعرفة والاتصال. ولقد أكدت مصادرنا أن صراعا خفيا في الكواليس ظل ساريا دائما بين احمد اخشيشن والوزيرة العابدة حول بعض الملفات ، ووصل إلى حد تحكيم الوزير الأول حيث ظلت العابدة تشتكي من احتكار اخشيشن للقرارات الكبرى، وقد عرقل هذا الصراع مسلسل إصلاح التعليم،وتسبب في تعثر المخطط الاستعجالي الذي لم يلمس المغاربة نتائجه على أرض الواقع . وسيمتد الإصلاح التعليمي،وفق مصدرنا دائما، خلال الموسم الدراسي المقبل إلى مجموعة من مدراء الأكاديميات على الصعيد الوطني،وذلك بناء على نتائج لجان تقصي تم تحريكها في هذا الإطار،والتي كشفت عن ضعف المردودية في النفوذ الترابي لهذه الأكاديميات وما واكب ذلك من احتقانات بين النقابات ومدراء هذه الأكاديمية. كما سيمتد جوهر الإصلاح خلال الموسم الدراسي المقبل،وفق المصدر ذاته،إلى تسوية مجموعة من الملفات العالقة التي كانت وراء مجموعة من الإضرابات في القطاع طوال السنة،والتي جعلت الموسم الدراسي يعرف مجموعة من التوقفات التي أثرت على المردود الدراسي،وعرقلت برامج الإصلاح التي خصصت لها ملايير لم يحظ بها قطاع التعليم من قبل في تاريخه ، وبالتالي وفق مصادرنا دائما فإن الوزارة منكبة على مخطط لتقليص عدد ساعات الإضرابات في التعليم،والبحث عن برنامج تطوير قنوات الحوار مع النقابات من أجل تفادي هذه الإضرابات.يذكر أنه دشنت خلال الشهر الماضي تغييرات داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم شملت تعيين عدد من الموظفين السامين بالإدارة المركزية لقطاع التعليم المدرسي.ويتعلق الأمر بتعيين خالد فارس مفتشا عاما مكلفا بالشؤون التربوية، وفؤاد شفيقي مديرا للمناهج، ومحمد فريد دادوشي،مديرا للارتقاء بالرياضة المدرسية، ويونس بنعكي، مديرا للشؤون العامة والميزانية والممتلكات.