كشفت مصادر من داخل العدل والاحسان أن الشكاية، التي تقدم بها نقيب جهة بالشمال والتي تتهم عيسى أشرقي بتحويل أموال الجماعة لمصلحته الشخصية والسطو على أموال شركائه بمؤسسة خصوصية، لم تكن سوى الشجرة التي تخفي غابة الخلاف بينه وبين عبد السلام ياسين باعتباره يحظى بشعبية واسعة لدى أعضاء الجماعة مما جعله الخليفة المرشح لتولي الارشاد العام للجماعة بعد رحيل عبد السلام ياسين لكن هذا الأخير يتجه نحو توريث الجماعة لأنه لا يريد للقيادة أن تخرج عن بيته وما دامت كريمته نالت حظها من الصناعة الاعلامية في السنوات الأخيرة فتبقى هي المرشحة بقوة لتجلس مكان والدها. وأوضحت المصادر ذاتها أن عيسى أشرقي، عضو مجلس الارشاد المفصول، ابن عائلة ميسورة وهو ميسور أيضا وضحى ماليا بشكل كبير خصوصا لفائدة عائلة عبد السلام ياسين والذين أغذق عليهم بسخاء لمدة سنوات طويلة لم تشفع له عند شيخ الجماعة، الذي يفضل كريمته على أي شخص آخر وهي عملية يرى بعض المتتبعين لشأن الجماعة أنها تعويض ذاتي عن تفضيل الشيخ العباش مرشد الزاوية البودشيشية لابنه حمزة على ياسين الأمر الذي كان سبب انفصاله عنها. وأشارت المصادر المذكورة الى أن ندية ياسين الناطقة غير الرسمية باسم الجماعة هي التي تقف وراء الحملة ضد عيسى أشرقي في محاولة للتخلص منه وتمهيد الطريق لها لخلافة والدها، وكان ياسين قد طرد قيادات أخرى من الصف الأول والثاني تضييقا لدائرة التنافس على قيادة الجماعة. ويرى مهتمون بشأن جماعة العدل والاحسان أن عيسى أشرقي لمع بشكل قوي كشخصية متميزة جامعة لمجموعة الخصائص التي لا تتوفر في غيره، فهو من جانب ارتمى بالكامل في التوجه الصوفي الذي يدعو له عبد السلام ياسين حيث يعتبر بمعيار المنهاج النبوي من مريديه كما أن حصل ثقافة عصرية جيدة من خلال اطلاعه على الانتاج الفلسفي والسياسي الأجنبي لاتقانه اللغة الانجليزية، بالجملة فانه جمع بين التوجه الصوفي والدراية بتيار السياسة العالمي على عكس بعض رفاقه في مجلس الارشاد.