بقلم كريم طالبي جلس الشاب الافغاني سلام ويداه ترتجفان بعد ان تمكن عناصر القوات الخاصة الاميركية من تحريره من ايدي طالبان في مرجه, في حين كان احد عناصر هذه القوات يمد له قنينة ماء ليروي عطشه ويهدىء من روعه. بدت نظرات الشاب الافغاني زائغة ومتوجسة وهو لم يصدق بعد انه نجا. وخاطبه الرقيب براندون احد عناصر "القبعات الخضر" المتخصص في "العمليات النفسية" مبتسما قائلا "هذا يوم حظك". وسلام (23 عاما) ليس مخبرا ولا من الاعيان, وهو يعيش مع شقيقه ووالديه من زراعة الخشخاش. وتم خطفه صباحا من قبل ثلاثة من عناصر طالبان حين كان في طريقه الى الحقل. وقال وهو يروي ظمأه بجرعات ماء صغيرة "كانوا يريدون اقتيادي الى قاض وزعماء قبليين لاستجوابي وقالوا لي انهم سيقطعون رأسي اذا تبين اني جاسوس للاميركيين". ومن حسن حظ سلام ان وحدة من مشاة البحرية كانت تمر قرب مكان احتجازه وهاجمت المنزل الذي كان يحتجز فيه. وتمكن ستة من عناصر طالبان من الفرار وعثر الاميركيون على سلام خائر القوى. وسأل براندون "هل يعرفون اسمك ? هل يعرفون اين تسكن ?", مضيفا في هدوء "هل تريد ان تبقى هنا ? اذا ظن طالبان انك جاسوس واننا قمنا بتحريرك, هل ستكون في امان ?". وقال سلام "في كل يوم يقتحم عناصر طالبان المنازل ويضربون الاهالي ويتهموننا باننا جواسيس". وكان 15 الف عسكري اميركي وافغاني اطلقوا في 13 شباط/فبراير عملية واسعة النظام في مرجه المنطقة الريفية التابعة لولاية هلمند واحد معاقل المتمردين الاسلاميين. وتتواصل المعارك بشكل متقطع غير ان طالبان شنوا حملة ترهيب واسعة. وتم ذبح رجل في بداية آذار/مارس كما قتل زعيم قبلي تعاون مع الاميركيين بالرصاص, بحسب الحاكم المحلي حاجي زهير. كما يوزع طالبان منشورات تأمر السكان بملازمة الصمت والا فانهم سيكونون عرضة للاعدام. واوضح اللفتنانت براندون وايت الضابط في قوات مشاة البحرية المكلف بالقطاع "الناس تملكهم الخوف وهم لا يساعدوننا في الوقت الحالي ولم يمر على وجودنا هنا وقت كاف لنيل ثقتهم". وانفجرت الثلاثاء تسع قنابل يدوية الصنع, وهي السلاح المفضل لطالبان, في هذه المنطقة خلال 24 ساعة. واصيب جنديان فقط في هذه الانفجارات. وقال عريف اميركي كان يتصفح مجلة اباحية في مدرسة اتخذها عناصر المارينز مقرا لقيادتهم, بنبرة تشاؤمية "السؤال ليس هل ستنفجر احدى هذه العبوات فينا بل متى سيتم ذلك ?". وتحاول القوات الدولية تسريع تنفيذ برامج اعادة اعمار المدارس والمساجد في مرجه بيد ان "القوات الخاصة" تقوم ايضا بعمليات "حرب نفسية" مثيرة للجدل. فهم يستخدمون عربة مدرعة تم ركنها قرب المدرسة وزودت بمكرات للصوت يبلغ مداها دائرة من كيلومترين. وحالما يطلق عناصر طالبان النار تنطلق العربة المدرعة بسرعة فائقة في شوارع مرجه السيئة وهي تبث موسيقى شعبية اميركية بهدف "ازعاج" المتمردين, بحسب براندون. غير ان هذه الطريقة يمكن ان تصدم ايضا السكان الذين اكد قائد القوات الدولية الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال مرارا انه يتعين كسب "قلوبهم وعقولهم". وقال براندون بعد جولة تصم الاذان استمرت لساعات "ان طالبان يكرهون هذه الموسيقى. بعض السكان يشتكون منها ايضا. ولكن هذه طريقة لدفعهم الى الاختيار" بين المعسكرين.وتبث العربة ايضا رسائل بلغة الباشتون تدعو المدنيين الى البقاء في منازلهم اثناء الاشتباكات. واضاف العسكري الاميركي مبتسما "لدينا ايضا رسائل موجهة الى طالبان, لاشيء فاحش فيها, هي فقط تقول لهم انهم سيموتون".