شكل التصريح الصحافي المفاجئ الذي أدلى به علي الفاسي الفهري رئيس جامعة كرة القدم لوكالة المغرب العربي للأنباء يوم الإثنين الماضي، والذي أكد فيه أن الإعلان عن مدرب أسود الأطلس لن يكون قبل يونيو المقبل، مفاجأة كبيرة، خصوصا أن الفاسي الفهري اختار التوقيت المناسب لخرجته الإعلامية، والتي تزامنت مع تسريب خبر التعاقد مع المدرب الهولندي جوس هيدينغ، ووصفت مصادر متطابقة خرجة الفاسي الفهري بأنها نوع من التحايل على المغاربة، خصوصا، أن مجموعة من المؤشرات أكدت على أن الجامعة تعاقدت فعلا مع هيدينغ، في انتظار أن يصبح التعاقد رسميا، وأكدت المصادر ذاتها أن سبب عدم التوقيع النهائي على العقد يعود بالدرجة الأولى إلى كون المدرب الهولندي مازال عقده مع المنتخب الروسي ساري المفعول، وفي حال رغب في فسخه، فإنه سيكون ملزما بأداء الشرط الجزائي، مشددة في الوقت نفسه على أن الفاسي الفهري، وافق على شروط هدينغ الذي أبهر المسؤولين المغاربة بسجله الحافل، خصوصا أنه لم يسبق أن درب أحد المنتخبات الإفريقية من قبل، وأضافت المصادر ذاتها من أن ما تردد حول وجود مفاوضات بين المدرب الهولندي وأحد المنتخبات المؤهلة إلى كأس العالم، لا أساس له من الصحة، مشيرة إلى أن الإتصالات الوحيدة التي كانت لدى هيدينغ هي مع السيدة العجوز، لكن الطرفان لم يتفقا على المقابل المادي، وهو ما إلى توقيفها في حينها، من طرف المسؤولين الإيطاليين، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المفاوضات التي تمت بين الجانب المغربي، وهيدينغ، تمحورت أساسا على مدة العقد، والمقابل المالي، مشددة على أن هيدينغ لن يوافق على البقاء مع أسود الأطلس حتى 2014، واستبعدت إمكانية أن يخوض معهم الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 المقررة في البرازيل. في السياق ذاته قالت المصادر إن رئيس الجامعة تفاجأ بتسريب خبر المدرب هيدينغ، وهو ما جعله يبادر إلى إعطاء تصريح رسمي لوكالة المغرب العربي للأنباء، وأشارت المصادر إلى أن بتلك الخرجة الإعلامية غير المسبوقة، جاءت بناء على استشارة من أحد المقربين من علي الفاسي الفهري، وذلك من أجل إعطاء مزيد من الوقت للجامعة من أجل دراسة شروط هدينغ دون ضغوط، معتبرة أن الجانب المالي قد يكون مازال محط نقاش، خصوصا أن هيدينغ سيتقاضى أجره بالعملة الصعبة، وأضافت أن آخر ما سيفكر فيه هيدينغ هو مساعدة كرة القدم الوطنية على التطور، وولوج عالم الإحتراف بسلاسة، ودون أية مشاكل، لكنها في الوقت \اته أكدت على وجود حالة من الترقب بين أعضاء المكتب الجامعي الذين أصبحوا خارج التغطية، ويتابعون أخبار الجامعة عبر وسائل الإعلام. من جانب آخر توقعت المصادر ذاتها أن يطالب هيدينغ بطاقم تقني على المقاس، وأكدت أن أحد مساعديه على الأقل سيكون من جنسية هولندية، فيما الجامعة ترغب في أن يعمل إلى جانب هيدينغ مدربين مغاربة، وذلك من أجل اكتساب مزيد من التجربة، مشددة على أن هيدينغ بات في الوقت الراهن في موقع قوة، وأن الجامعة سترضخ لجميع مطالبه بما فيها المادية.