قال الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، إن انتخاب عنصر من المعارضة في الرئاسة كان عرضا من قبل حزب الأصالة والمعاصرة،وقد تم إقناع مجموعة من الفرق البرلمانية بالموضوع من أجل إعطاء صبغة أخرى للمجلس شبيهة بالعديد من البلدان العريقة في الديمقراطية مشيرا إلى أن الغرفة الثانية في كندا يترأسها دائما واحد من المعارضة، وأكد بيد الله،الذي كان يتحدث في ندوة صحفية لتقديم حصيلة المجلس خلال دورة الخريف،أن انتخاب عنصر من المعارضة على رأس مجلس المستشارين "عملية معقدة ومكنتنا من النظر إلى الديمقراطية برؤية أخرى". وأوضح بيد الله أنه ليس من اختصاصات الرئيس تقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة؛ بل إن الرئيس لما ينتخب يصبح رئيسا للجميع ويطرح "الرزة" الحزبية أرضا، وفيما يخص غياب البرلمانيين عن الجلسات قال بيد الله إنها ظاهرة عالمية، وتبقى المسؤولية على عاتق الأحزاب السياسية التي ينبغي أن تحث مناضليها على حضور الجلسات، والمشاركة في أشغال اللجان معتبرا أن الغياب يسيء إلى الديمقراطية. وأشار بيد الله إلى وجود خلط لدى النخب والرأي العام بين الغرفة الأولى والثانية وجرت العادة أن تقوم الحكومة بوضع مشاريع القوانين في غرفة النواب أولا ثم بعد ذلك غرفة المستشارين، لكن الرئاسة الجديدة حاولت وتحاول تكسير هذه القاعدة ومسح التراتبية بشكل نهائي أي أن الغرفة الثانية لا تأتي في درجة تالية للغرفة الأولى ولكن توجدان في المرتبة نفسها وقد تم تكسير هذه القاعدة لأول مرة عند تقديم مشروع قانون يتعلق بتنظيم المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وتقديمه في قراءة أولية أمام المستشارين يعتبر تكسيرا للتراتبية المعروفة بين النواب والمستشارين. من جهة أخرى قال الشيخ بيد الله إن المجلس شرع في التكوين المستمر لموظفيه قصد متابعة التحولات العميقة التي يعرفها العمل البرلماني على المستوى العالمي، وأضاف أن الحكومة تحتكر العمل التشريعي نظرا لتوفرها على "بشمركة" bachmarking ، وفرق عمل مكونة ومدربة على إنتاج القوانين وبين يديها كل المعطيات والأدوات لإنجاز ذلك، ويهدف المجلس إلى تكوين "بشمركة" لمساعدة البرلمانيين على إنجاز أعمال تشريعية في شكل مقترحات قوانين تقدمها الفرق إلى غرفتي المجلس.