مثل أول أمس الخميس أمام المحكمة الابتدائية بمكناس المهدي بنحماد، نجل مولاي عمر بنحماد الرجل الثاني في حركة التوحيد والإصلاح، وكان وكيل الملك بالمحكمة المذكورة أمر بإيداع المتهم المذكور سجن تولال 2، حيث كانت مصالح الدرك الملكي ببني سيدل التابعة لإقليم الناظور قد أوقفته يوم 17 من الشهر الجاري حيث كان يبحث عن شخص تكفيري وكان مطلوبا وتم تسليمه للفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي قدمته بدورها أمام وكيل الملك بمكناس من أجل الانتماء إلى جماعة دينية غير معترف بها وتنظيم اجتماعات بدون ترخيص و إتلاف وثائق رسمية. وكانت مصالح الدرك الملكي قد اعتقلت المعني بالأمر بعدما أثار الانتباه بشكله الذي يشبه الدراويش أو الهبل وبعد التحقق من هويته تبين أنه متشبع بالفكر التكفيري وكان على أهبة الاستعداد للذهاب إلى مصر للجهاد ضد "الكفار". وبعد أن تسلمت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ملف التحقيق معه ظهر لها أن بنحماد المهدي اقتنع بالفكر التكفيري عن طريق عبد الفتاح بوحصاص، وهو جندي سابق مطرود من سلك القوات المسلحة الملكية، سبق أن زار ليبيا حيث حصل على تكوين عسكري وزار شمال مالي، وشارك في تهريب الأسلحة من ليبيا إلى مالي وخلال زيارته لمكناس طلب من بنحماد المهدي قراءة الكتب السلفية التي تحث على الجهاد في سبيل الله وتكفير الحكام ونصحه بزيارة شبكة الشموخ الإسلامية ذات التوجه الجهادي التكفيري. وبعد الاقتناع بالفكر التكفيري بدأ في التفكير في السفر إلى اليمن للقاء بتنظيم القاعدة هناك والمشاركة في الجهاد ضد النظام اليمني، وبعد تضلعه في الفكر الجهادي لم يعد يذهب إلى المساجد لأنها في نظره حرام وأن الأئمة غير مسلمين ولم يعد يأكل اللحوم لأن المجازر لا تذبح على الطريقة الإسلامية وبالتالي فإن هذه اللحوم فهي حرام، كما أحرق البطاقة الوطنية. وأكدت مصادر مطلعة أن المهدي بنحماد كان يعاني من الغياب المتكرر للأب الذي ليس سوى مولاي عمر بنحماد المسؤول الثاني لحركة التوحيد والإصلاح، حيث استغرب الكثيرون كيف أن الأب الداعية لم يتمكن من التأثير في أبنائه أولا بل لم يرعهم كما يدعو الشرع لذلك، وما يؤكد أن الأب، المتحجج باهتماماته الدعوية، لم يكن يهتم بعائلته الصغيرة هو أن ابنه الآخر تم اعتقاله سنة 2010 والحكم عليه بسنة سجنا نافذة من أجل سرقة رجل أجنبي بأحد الفنادق كما حاول مرارا لحريك لأوروبا. وفي محاولة للرد الملتبس على ما نشرناه في وقت سابق عن أبناء بنحماد قام هذا الأخير بتدبيج مقال تحت عنوان "الأبناء بين قوسين"، استدعى له التاريخ والأحاديث ليبين أن الأبناء يمكن أن يكونوا منحرفين عن نهج آبائهم، ومما قاله بنحماد في مقاله "يتوهم البعض ويغالط نفسه بتحميل الوالدين المسؤولية كاملة وهذا محال وإلا لما وجدنا انحرافا في أبناء الأنبياء". وهذا كلام حق أريد به باطل لأن كاتب المقال لم يذكر التطورات السوسيولوجية الحاصلة في علاقة الآباء بالأبناء وقد تفاداها لأنها تحمله مسؤولية مباشرة عن انحراف أبنائه لأنه لم يؤد دوره كأب بغض النظر عن خلاصات هذا الدور.