وضع العراق بصفة رسمية حدا للتحركات الدبلوماسية لوزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، واتصالاته المكثفة مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، بغرض السماح بترحيل المغاربة المدانين في العراق بتهمة الإرهاب وقضاء عقوبتهم السجنية في المغرب، حيث أكدت وزارة العدل العراقية في بلاغ رسمي، أنه لا يمكن تسليم أي عربي مدان بتهمة الإرهاب لسلطات البلد الذي ينتمي إليه وأنه سيقضي عقوبته بالعراق مهما كانت طبيعتها ومنها المؤبد والإعدام. وجاء في بلاغ وزارة العدل العراقية والمعمم على جميع الدول العربية، أنه لا يمكن تسليم المدانين العرب بتهمة الإرهاب والمحكومين بعقوبات مختلفة وعلى رأسها الإعدام إلى حكومات الدول التي ينتمون إليها. وأضاف بلاغ وزارة العدل العراقية عدم شمول المدانين العرب بتهمة الإرهاب والمحكومين بعقوبات مختلفة وعلى رأسها الإعدام باتفاقيات تبادل السجناء، وقال المتحدث باسم الوزارة، حيدر السعدي، أن "وزارة العدل أعلنت سابقاً أن أي اتفاقية ستعقد مع أي من الدول لن تتضمن السجناء المحكومين بقضايا الإرهاب". وبيّن السعدي أن "الدستور والأخلاق والدين لا تتعارضون مع عقد الاتفاقيات لتبادل السجناء بين العراق والبلدان الأخرى، لأن لكل بلد أحكاما وقوانين علينا احترامها وفقا للمبادئ التي تحفظ حقوق البلدين". كما حذرت الكتلة العراقية الحرة، من إطلاق سراح معتقلين عربا في السجون العراقية محكومين ب"المؤبد والإعدام"، داعية الحكومة العراقية إلى إعادة النظر في هذا الأمر لما له من تداعيات على الصعيد الداخلي والخارجي. وكان وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، قد أكد في جلسة عمومية بمجلس النواب منتصف أبريل الماضي، أنه وجه مراسلات إلى وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، من أجل إيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام في حق المغاربة الذين صدرت في حقهم، وأن وزارته طالبت كذلك بالسماح بترحيل المعتقلين لقضاء ما تبقى لهم من العقوبة بالمغرب وتحويل عقوبة الإعدام إلى عقوبة سجنية. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في وقت سابق الحكومة العراقية إلى تعليق تنفيذ عقوبة الإعدام في البلاد. وأعرب عن قلقه حيال ارتفاع أحكام الإعدام في العراق، حيث أشار التقرير إلى أن الحكومة نفذت 80 حكما بالإعدام منذ دجنبر الماضي حتى فبراير الماضي. كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقا إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء أعمال العنف منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق.