يقدم الكاتب والصحفي الإسباني أبيل إرناندث تفاصيل لم تنشر من قبل حول حياة وطفولة العاهل الإسباني خوان كارلوس، في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "ودع أمك وستصبح ملكا لإسبانيا". ويشير الكاتب في هذا العمل إلى أن طفولة ملك إسبانيا كانت مسروقة بسبب الواجبات المؤسسية والتعليم الصارم الذي تلقاه في هذه المرحلة، كما يتضمن العمل ذكريات شقيقتي العاهل الإسباني بيلار ومارجاريتا حول هذه الفترة. يتألف الكتاب من 200 صفحة ويتطرق إلى الحياة اليومية والأحداث التي شهدتها طفولة ملك إسبانيا ابتداء من ولادته في روما في الخامس من يناير/كانون ثان من عام 1938 ومرورا بالحادث المأساوي الذي أسفر عن وفاة شقيقه ألفونسو عام 1956. ويضم الكتاب أيضا ذكريات عدد من ابرز الشخصيات والمحيطين بالعائلة المالكة في إسبانيا ومن الطبقة الأرستقراطية، وجميعهم أكدوا أن خوان كارلوس لم يعش طفولته مثل باقي أقرانه بسبب المسئوليات التي كانت ملقاة على عاتقه رغم صغر سنه بجانب التعليم الصارم الذي تلقاه. وأرجع الكثير منهم النظرة الحزينة للملك خوان كارلوس حاليا إلى أنه لم يحظ بطفولة عادية، فيما قال الكاتب إن وفاة شقيقه ألفونسو كانت سببا وراء اختفاء السعادة من محيط هذه الأسرة. وأوضح مؤلف الكتاب أنه "ربما تكون اللحظة التي ودع فيها خوان كارلوس الطفولة بشكل واضح هي عند سفره وهو في العاشرة من عمره من لشبونة متجها إلى إسبانيا، التي لم يكن يعرفها من قبل". ووصف المؤلف اللحظة التي وطأ فيها خوان كارلوس الأراضي الإسبانية للمرة الأولى في حياته وتحديدا في التاسع من نوفمبر/تشرين ثان من عام 1948 حيث وصل إلى محطة "بيابردي ألتو" للقطارات بجنوبي مدريد. وكان في استقباله وقتها لجنة ملكية محافظة واصحطبوه إلى منطقة "ثيرو دي لوس أنخليس" التي كانت تعتبر مركزا روحيا لإسبانيا، ولم يتوجه خوان كارلوس آنذاك إلى قصر البرادو للقاء الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو مثلما كان مخططا بسبب التوتر الذي شهدته مدريد حينها بين الملكيين وأنصار حزب "الكتائب" أو الفالانخ الموالين لفرانكو. والتقى خوان كاروس بفرانكو بعد أسبوعين من وصوله إلى مدريد، ويتطرق الكاتب إلى تفاصيل هذا اللقاء وما دار فيه. ومن المعروف ان خوان كارلوس اعتلى عرش إسبانيا في ال22 من نوفمبر/تشرين ثان من عام 1975 بعد وفاة فرانكو. (إفي)