أفادت المديرية العامة للأمن الوطني بأن الشرطة القضائية بمدينة سلا تمكنت، بتنسيق مع مفوضية الشرطة بدمنات، في ساعة متأخرة من يوم السبت الأخير، من تحديد مكان فتاة قاصر تبلغ من العمر 11 سنة كانت عائلتها قد أبلغت عن اختفائها في ظروف مجهولة الخميس الماضي. وأوضح بلاغ للمديرية العامة، أول أمس الأحد، أن الأبحاث والتحريات، التي باشرتها مصالح الأمن الوطني فور توصلها ببلاغ الاختفاء، كشفت أن المعنية بالأمر رافقت بشكل تلقائي قاصرا يبلغ من العمر 16 سنة نحو مدينة دمنات حيث يقطن أفراد من عائلته ليستقرا عندهم بعض الوقت قبل أن يتم العثور عليهما في منتصف ليلة السبت أثناء بحثهما عن غرفة بأحد الفنادق. وتشير المعطيات الأولية للبحث، حسب المصدر نفسه، إلى أن الفتاة القاصر غادرت طواعية منزل العائلة رفقة القاصر الذي كان يقطن بجوار مسكنها، والذي تبين أنه هو الآخر كان يشكل موضوع بحث من طرف عائلته بعد أن سجل والده تصريحا باختفائه في نفس اليوم الذي تم فيه التصريح باختفاء الفتاة. وذكر البلاغ بأن بعض سكان الحي الذي تقطن به الفتاة القاصر كانوا قد نظموا الجمعة الأخير مسيرة احتجاجية بعدما اعتقدوا أن الأمر يتعلق بواقعة اختطاف، في الوقت الذي أوضح البحث أن الأمر يتعلق بمغادرة تلقائية وطوعية لمنزل العائلة من طرف القاصرين. وكانت القضية قد عرفت انتشارا واسعا على الصفحات الاجتماعية خصوصا بموقع الفايسبوك، وقد أدت إثارة الموضوع إلى خروج سكان الحي الذي تقطن به عائلة القاصر إلى الشارع في مسيرة منددة بغياب الأمن اعتقادا منهم أن الأمر يتعلق باختطاف. وتجدر الإشارة إلى أن الاعتماد على الفايسبوك في تحديد الأخبار أصبح ظاهرة عامة لا تخلو منها وسيلة إعلام، وهي ظاهرة ينبغي معالجتها حتى لا تتحول إلى مصدر للخبر لكنه غير موثوق يمكن أن يهدد الأمن العام والاستقرار الاجتماعي، لأن أخبارا من نوع "الاختطاف" قد تكون لها تداعيات على حياة المواطنين، ويمكن أن تؤثر في سلوكاتهم وحتى في خروجهم إلى الشارع مما يستدعي مناقشة الموضوع بجدية.