تواجه سلطات العيون، في الآونة الأخيرة امتحانا صعبا، ينضاف إلى باقي الامتحانات التي تواجهها، فمدينة العيون غرقت في مظاهر التسول والفقر، نتيجة البطالة التي نخرت جسد المعطلين الصحراويين، فيما الجهات المسؤلة تقرر تنظيم مهرجانات السهرات الماجنة ونهب المال العام، وعليه، وأمام إنزال أمني كثيف، خاضت كل من مجموعة المعطلين الصحراويين المجازين والتقنيين، ومجموعة رجال البحر الصحراويين، إضافة إلى مجموعة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء، وقفة احتجاجية مشتركة مساء يوم الاثنين أمام مندوبية التشغيل بالعيون. وتبدي المجموعات الثلاث تخوفها من انعكاسات سياسة اللامبالاة التي تنهجها السلطات المعنية، في ظل مؤشرات عدة تشير إلى أن الفئات الاجتماعية مرشحة خلال الأسابيع المقبلة لمزيد من الغليان وغضب المعطلين الصحراويين نتيجة لجوء ولاية العيون إلى تنظيم مهرجانات. وتقول المجموعات الثلاث في بيان لها توصلت " صحراء بريس " أنه عكس ما تحاول وسائل الإعلام الرسمية الترويج له، تعيش الغالبية العظمى من ساكنة العيون في ظل واقع اجتماعي كارثي جعل المدينة تعيش تحت إيقاع الاحتجاجات اليومية المنظمة من طرف الفئات الاجتماعية التي ترفض الموت التدريجي، مطالبة برفع الحيف عنها وتمكينها من حق العيش بكرامة من خلال التوزيع العادل لثروات المنطقة، بدل أن تتجه إلى جيوب أغنياء الحرب ومحترفي المهرجانات وكبار المسؤولين، في الوقت الذي انتظرت فيه الساكنة معالجة هذا الواقع المتردي من طرف السلطات تطبيقا للخطابات والشعارات الرسمية، عملت هذه الأخيرة على تكريس الوضع بل الزيادة في حدته منتهجة سياسة إغناء الغني وقمع الفقير، سياسة مرفوقة بهجوم إعلامي شرس تروج من خلاله السلطات المعنية لأكاذيب ومغالطات، الهدف منها التغطية على فداحة سياستها اتجاه الإنسان الصحراوي، هذا الأخير الذي وجد نفسه مجبرا على الخروج إلى الشارع رافضا سياسة الأمر الواقع، صارخا بأعلى صوته لا للوصاية من طرف أعيان راكموا ثروات خيالية، لا مختلسي المال العام تحت غطاء تنظيم مهرجانات، ر للصمت كلما تعلق الأمر بنهب المال العام، وبناء على مسبق تعلن المجموعة الثلاث موقعة البيان، تشبثها بمطالبها العادلة والمشروعة واستعدادها للتضحية بالغالي والنفيس من أجل تحقيقها. كما أدان أصحاب البيان بشدة، السياسة الممارسة من طرف السلطات المحلية التي أبانت عن فشلها الذريع في معالجة مجموعة من الملفات الاجتماعية العالقة، معلنة تضامنها مع كل الفئات الصحراوية المهمشة ودعوتها للتوحد من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. و أدان البيان ما سماه بالتبذير للمال العام في مهرجانات لا تمت للواقع الصحراوي بصلة. كما دعت المجموعات المتضررة إلى فتح تحقيقات في كل ملفات نهب المال العام ومحاسبة المتورطين، ودعوة كافة الفعاليات النقابية والسياسية والحقوقية من أجل دعمها في معركتها العادلة.