ملحوظة: لقد طالبني أحد القراء الكرام لهذا الموقع المحترم بهذه الرسالة في آخر مقال لي تحت عنوان:في كلميم تجاوز لكل الأعراف... شكرا له على اهتمامه الموضوعي بالمقالات والأخبار في صحراء بريس... لايمكن لأي وزير يتولى تدبير مؤسسة من حجم حكومي أن يتخذ قرارا يغير فيه من حقوق مرخص بها من طرف وزير سابق له في سياق التناوب على السلطة دون أن يكون قد استفتى في الأمر وأحاطه ذراسة وتحليلا. ومنه فلن أجادل في قناعاتكم ولكن ثمة ما يحرج من منطلق حتى الهوية الإسلامية التي انتم تشهرونها شكلا بما يفترض أنكم تعملون بها مضمونا في ما جاء به القرآن " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" وما ورد من أحاديث أذكر منها "اطلبوا العلم ولو في الصين" أنتم تعلمون على أن المملكة المغربية وضعيتها الإقتصادية تزداد صعوبة منذ الخوصصة بما أعجزها ضمان العيش الكريم للمواطنين ووفائها لواجباتها التي هي سبب وجودها كدولة التي نذكر منها ضمان الشغل... لذلك كم من مواطن فضل الإرتماء في وظيفة ما لينقذ نفسه على الأقل من التبعية المادية لوالديه اللذان بدورهما قد يكونا في أمس الحاجة إلى مساعدة, وفي هذا الصدد لقد وجدت من بين الطلبة الذين كونتهم كم منهم ينتظر أهله حوالته ليشتروا العيد... وكم طالبا له تخصصات لا يليق بالمملكة أن تضيع فيه كمورد بشري وإن لا أريد تمييزا بين التخصصات بحكم أنه لا طبقية ولا عنصرية في المعرفة ولكن فقط لأوضح الحالة الإنتحارية العلمية التي يعيشها عدد من الموظفين سواء رجال التعليم أو غيرهم. فهل تتلذذون ساديا ومازوشيا بهذه وأنتم تركعون خمس مرات على الأقل لمن يخشاه العلماء وعيا وليس نمطيا تقليدانيا في سذاجة التداين أو تصنع الإنتماء للإسلام موضة بقراركم إلغاء مراسلة لوزير كان قبلكم تحت رقم 1671 بتاريخ 13رجب 1426 ه الموافق ل 19 غشت 2005 بشأن الترخيص للموظفين بمتابعة الدراسة الجامعية ! تقولون على ان قراراتكم تدخل في إطار تفعيل روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين وكذالك في إطار مقتضيات القانون المنظم للتعليم العالي، والتي تمكن الجامعات من فتح تكوينات جامعية، فضلا على التكوينات الأساسية في إطار استقلالياتها المالية والإدارية والبيداغوجية ولكن السيد المحترم إن السيد عبد الله ساعف أحد مهندسي إنزال هذا الميثاق قال على أن الميثاق ليس سوى حالة دهنية أي أن تفعيله يتوقف على مدى الخبرة والخزان العلمي للفاعل. فأما عن القانون المنظم للتعليم العالي فهو ليس سوى تعبير عن مؤسسة عرفت كم تحولات لتساير متطلبات التقدم والتنمية في مختلف أنحاء العالم وفق روح الدستور في ما هو تجسيد لمبررات هي السبب في وجود دولة كم كنتم تشتكون وتعارضون عقم مؤسساتها والتي أنتم تعلمون على أن روحها هي التي تتضمنها "إقرأ" وعن إطار استقلاليتها المادية فهذا امر يتوقف على العقل المغربي ونوايا النظام والإيمان الحكومي بالشعار الذي لأجله كان نشيدا وطنيا وكانت مؤسسات مدنية وعسكرية ولأجله كان معنى للقيم التي تحاصر عند عتبة المؤسسة التي توليتم أمر تدبيرها. فهل أنتم فعلا أحطتم قراركم حكمة بما يشرف ضميركم قبل حتى حزبكم ومن ثم وطنكم وملكيتكم التي أنتم كنتم الأصل في اقتراحها أمير المؤمنين؟ اسمح لي السيد المحترم أن المشكلة ليس في الموظف الذي يريد تحسين مردوديته تعلما ولكن المشكل أعمق إنه العقل والفكر المغربي الذي يعاني من التحنيط في رجعيات تداينية وتعاقدية وأيذيولوجية وتسايسية بسبب ما في الأنفس من إخخخخخ وأوفففففففف وكراهية مجانية وحقدا ساما نقمة بين ابناء الأمة. السيد المحترم سأقول لكم بكل احترام وتحد لمستشاريك أن الجامعة في حاجة إلى فتح كل أبوابها لكل من له قدرة تصحيح وتعديل ما لديه من تشهيد بدليل أننا لا زلنا نبحث عن كيف نصلح موقعنا الغير مشرف لموروثنا العلمي والأدبي والفني. وعن هذا الأخير وبالضبط في شقه التشكيلي هل تعلمون أن جامعتكم لن تمنح إطلاقا تشهيدا بمفهومه الكفاياتي بقدر ما تتطلبه المنافسة الدولية ولا حتى محققا موقعا محترما للمملكة بين شعوب بسيطة. وعلى ذكر الكفايات أؤكد لكم بسبب تخلف هذه الجامعة فإن رفض بيداغوجيا الإدماج بالعدادي الثانوي هو في الحقيقة ناتج عن عدم فهم الكفايات. وحتى أؤكد بمسؤولية هذا التجدي أوجهه من خلالكم لجامعة الأخوين علما أن مسؤوليها كانوا مستعدين للإستماع إلي في هذا الصدد مشكورين على تواضعهم وحرصهم على البحث العلمي المفيذ وظيفيا. يا سيد يا محترم يا عظيم يا ...يا ...يا مسلم يا مغربي ... إن مشكلتنا في تحنيط عقلنا وفكرنا إذ غرقنا تمركزا ذاتيا ونرجسيا في بحيرة التقناوية التي لاتنتج سوى مخيين وفي هذه قال "لوباسكو" إن المخي لا يجيد استعمال مخه. فهل نهجر جلدتنا كما هاجر الرسول (ص) حينها ونطلب العلم ولو في الصين بكل معانيها الغيديولوجية والوجودية والوجدانية خاصة وأنها أكدت على أنها أفضل من كل دول الخوصصة والتداين والليبيرالية؟ لست أدري إن كان يعني (صلعم) ذلك بما أن "إقرأ" هي شرط القرآن والقلم بكل معاني الوعي الديني الذي هو في النيات والعمل أهم من التمظهرات الزخرفية والاعتكفات التسايسية... ولكن الأكيد أننا علينا أن نعيد فهم الأحاديث والقرآن بزاد أكثر من فقهي, رواده لم يكن لهم وسائل تكنولوجية ووعي تشيكيلي وفيزيائي كما هو ممكن اليوم. ارجوا أن تتقبلوني في "ما اجتمعت أمتي على ضلال" وشكرا.