/ عن اللجنة الصحراوية لدفاع عن حقوق الانسان بكليميم تواصل قوات الأمن حملاتها لليوم الرابع على التوالي ، ضد العشرات من المواطنين الصحراويين ببعض الأحياء الشعبية بمدينة كليميم ، في ضل توافد الدعم من دوريات الشرطة و القوات المساعدة من المدن المجاورة بعد فشل والي أمن العيون ، و عجزه عن تفكيك المعتصمات السلمية بالقوة مما ضاعف من حدة الاحتقان الشعبي الرافض لأسلوب العنف و الترهيب . و قد تدخلت قوات الأمن مساء أمس الأحد 26 فبراير 2012 ، لفض وقفات سلمية بعدة أحياء من المدينة ، حيث قوبلت بتدخل عنيف أسفر عن سقوط عدد من الجرحى و المعتقلين معظمهم تلاميذ و أطفال قاصرين ، لتستمر المظاهرات إلى وقت متأخر من الليل ، قبل أن تلتحق عائلات المعتقلين الصحراويين بمخفر الشرطة المركزي بالمدينة بعد علمها بوجود أبنائها رهن الإعتقال ، و هم على النحو التالي : " سعيد بليدو"(21 ) سنة، بوبكر الروكا" (22) سنة،" الداودي إبراهيم (18) سنة، " بوستة محمد " (18) سنة ،" سفيان حتيم "_"حننة أحمد"_" إدريس رزاق " ، هذا الأخير سقطت أمه " فاطمة بوللوان " في حالة إغماء متأثرة برؤية فلذة كبدها في مشهد رهيب ، جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له إلى جانب العشرات من المعتقلين ، الذين سيقدمون يوم غد الثلاثاء أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمدينة بعد الإفراج عن معظم المعتقلين القاصرين . في غضون ذلك سقطن بعض الأمهات داخل المركز المذكور في حالات إغماء مماثلة ، بفعل قوة الصدمة التي خلفها المشهد المفزع لأبنائهن الموقوفين و هم في حالة كارثية ، جراء تعريضهم لاستنطاق مطول مصحوب بالتعذيب النفسي و الجسدي الحاط من الكرامة الإنسانية ، حيث أفادت بعض العائلات للجنة ، بأنهم فوجئوا بهول الصدمة أثناء مقابلتهم لأبنائهم ، بملابسهم الممزقة على أجسادهم و هم مدرجين في دمائهم . و أفاد المناضل الصحراوي " أمبارك الداودي " الذي كان من ضمن العائلات المحتجة على أساليب التعذيب الوحشي لأبنائها ، و فقدت زوجته " ربيعة منت فراجي " الوعي بعد هذه المشاهد المرعبة ، و رفض أن يرافقه ابنه " إبراهيم الداودي " (18 ) سنة في هذه الحالة ، متشبثا بفتح تحقيق مستقل لتحديد ملابسات التعذيب و المسؤولين عنه لمتابعتهم قضائيا ، كما أضاف أن غرف التعذيب يصدر منها صراخ و عويل و صخب المحققين يكسر صمت الليل ، حسب وصفه . و تدخلت أجهزة الأمن المغربية من جديد صباح اليوم الاثنين 26 فبراير 2012 ، ضد معتصمي "الحرية" و "الصمود" بعنف شرس ، أسفر عن عدة إصابات في صفوف المعتصمين الصحراويين ، و تعريضهم لوابل من السب و الشتم الحاط من الكرامة الإنسانية و مصادرة أمتعتهم ، قبل أن يلجأ أحد المعتصمين ، أمام مقر الولاية "محمد سالم زارا" نتيجة هذا التدخل الهمجي لمحاولة الانتحار بالصعود الي أحد أعمدة الكهرباء لمدة خمس ساعات تقريبا . و في محاولة من السلطات المغربية التنصل من المسؤولية بعد علمها أن المواطن الصحراوي العالق بعمود الكهرباء يعاني من داء الأعصاب ، قامت سحب قواتها من محيط المعتصم و فسحت المجال للمواطنين الصحراويين و المارة ، الذين تمكنوا بصعوبة من إنزاله وسط الهتافات و ترديد مجموعة من الشعارات المنددة بالتدخل الهمجي و ما ترتكبه الدولة المغربية من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، قبل أن ينقل إلى المستشفى في حالة إغماء شديدة . و في ظل تواصل التدخلات الأمنية ضد المواطنين الصحراويين تصاعدت معها وتيرة الاحتجاجات السلمية ، المطالبة بحقوقهم العادلة و المشروعة في الشغل و العيش بحرية و كرامة ، و طالب ضباط الأمن من بعض المعتصمين أن يزيلوا يافطاتهم و جميع الشعارات التي ترمز إلى الاحتجاج ، بحكم حساسية هذا اليوم 27 فبراير الذي يصادف إعلان ميلاد جبهة البوليساريو ، إلا أن المعتصمين الصحراويين رفضوا هذه المقترحات و أصروا على مواصلة معركتهم السلمية مهما يكلفهم ذلك من تضحيات ، حسب إفادة أحد المعطلين الصحراويين للجنة . و نشير إلى أن أربع طائرات عمودية تابعة للدرك الملكي قد حلقت على مستوى منخفض زوال اليوم الاثنين بأجواء المدينة ، قبل أن تتجه إلى مدينة آسا، وفق شهود عيان، الذين أكدوا على احتمال وجود مسؤولين أمنيين على متنها، في حين تجددت المواجهات مساء اليوم بشارع الجديد بين متظاهرين و قوات الأمن التي أضحى وجودها يستفز المواطنين بانتشارها الكثيف بمختلف الأحياء ،و تعمد بعض عناصرها التحرش بالنساء، حسب إفادة عدد من المواطنين للجنة .