أعجبت كثيرا بمقالة للباحث هشام الدللوري والتي عنونها " المهرجانات في الصحراء كالورم السرطاني " فأبيت إلا أن أحيي صاحب الموقع/Saharapress على اهتمامه بنشر الثقافة بمعناها العام بالتوعية السياسية وبالتوعية الثقافية لتربية المواطن اليقظ والمدرك لحقائق الأشياء أي كيعرف شحال فالساعة ، وتلك لعمري هي الرسالة الحقيقية الحضارية للمثقف العضوي الفاعل . كما ثمنت عاليا كاتب الموضوع أوالاستجواب الذي انتقل فيه الباحث السيد هشام من رصد الخطاب إلى تحليل الواقع وتصويره كما هو/Telquel ، واقع مهرجانات الفرجة أو " مهرجانات عبو سكوبي " كما سماها أحد المثقفين من مناضلي مستي بجبال الأطلس الصغير غير بعيد عن إفني . وطلبت من صاحب الموقع وكذا السيد هشام الدللوري أن يسمحا لي ليس بالتعليق ولكن بالمشاركة المتواضعة الملخصة في الملاحظات التالية : 1) خوف المسيطرين على الشأن العام ( منتخبي المجالس بأنواعها المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية ) والمسؤولين على الاقتصاد ( الماسكين باقتصاد الريع وبقية الامتيازات ... الخ ) والمكبلين للمجال الاجتماعي ( أصحاب وأرباب الصالات الكبيرة المفروشة لحشد محبي الولائم وعاشقي الزرود ... الخمهرجان الجمل " بأكلميم . ) خوفهم من الأنتيليجينسيا أي النخبة المثقفة يجعلهم يختزلون المهرجان أو المهرجانات ويقصرونها على الشطيح والرديح وإزعاج المواطنين حتى الرابعة صباحا طيلة فترة ما يسمى بالمهرجان وكمثال على ذلك ما سمي ب " 2) مموني " مهرجانات عبو سكوبي " بأموال المبادرات التي أبدعها الملك الشاب محمد السادس وأرادها أن تكون لتنمية البشر وإعداده للمستقبل وتلقين الشباب الواعد وتعليمه ما غدا يندثر من المهارات مثل كيفية الاهتمام بواحات النخيل وطريقة المحافظة على شجرة الأركان ( التذكير والزبير والتشذيب و ... و الخ ) مدراء ومسؤولو هذه المبادرات وهذه الوكالات التي تحول أموال دافعي الضرائب إلى حقائب مطربات ومغنيات الفرجة المجانية للضحك على البسطاء/البؤساء والمستلبين/المسلوبين بالرديء من الأغنية الشرقية من مدغدغات العواطف ورافعات شعار ليس بالإمكان أبدع مما كان . 3) من المسؤول عن هذه البشاعة وهذا التردي بالترويج لثقافة الهزالة والعهر والهراء ، إنهم بعض المسؤولين من الحرس القديم المتمثل في بعض القواد والباشوات والعمال والولاة والمنادبة الإقليميين والجهويين المناصرين للحثالة من المسيطرين على الشأن المحلي والراغبين في تكديس الأموال الفاسدة واستمرار الوضع المزري بإبقاء ما كان على ما كان ، الخائفين من التغيير مساخيط هذا الوطن من المرتشين والبيروقراطيين مغتصبي الطفولة والفرحة وقاتلي الحب والدائسين على كل ما هو غض ويافع وجميل وواعد ، إنهم أعداءك ياوطني . 4) إن المقارنة بين النخبة المثقفة والبسطاء الأغبياء يصدق عليها قول الشاعر : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ومعناه للوصول إلى النتيجة أن الدكتور هشام المثقف الناضج المهموم ومن على شاكلته كصاحب الموقع الأبي www.4non.net/ أن العقلاء هم الذين يشقون ويحزنون بعقولهم وبقلوبهم وأفئدتهم وهم غير مخصوصين وغير محتاجين ، في حين أن الجاهل الشقي الغبي المستلب ( المقولب ) يعيش في أوضاع مزرية ومع ذلك ينعم ويفرح ويرقص ويدردك مع النشاط حتى شاط ، ويذلك نقول مع القائلين ما في الهم غير لي فاهم .