لوضع مقدمة لموضوع حواري مع السيد : محمد لمين الراكب رئيس جمعية »ثيرس للوحدة والتنمية «وجدت ضالتي في المقال الصادر عن جريدة العلم ليوم فاتح ماي 2010 ، تحت عنوان : " العلم تحاور مجموعة من العائدين مؤخرا من مخيمات تندوف / قرب نهاية مأساة التسول بمآسي المحتجزين "....لأستهل به نص الحوار. " كل يوم تتهاوى أطروحة الانفصال سواء أمام الرأي العام الدولي الذي اقتنع اقتناعا راسخا بضرورة إيجاد حل واقعي لمشكل الصحراء المفتعل أو في أوساط المحتجزين في تندوف الذين لا ينتظرون إلا الفرصة للعودة إلى أرض الوطن. وحدها الجزائر وصنيعتها البوليساريو مازالتا تتشبثان بالطوبا الانفصالية التي تخدم مصالحها: مصالحها التوسعية، ومصالحها المزرية المتمثلة أساسا في إلهاء الرأي العام الداخلي بالجزائر عن أوضاعه الداخلية وإيهامه بوجود خصم لا يوجد إلا في مخيلة حكام الجزائر ألا وهو المغرب. وذلك عن طريق التضليل الإعلامي وتحريك آلته التي تتحكم فيها الدولة من أجل إعطاء صورة مغلوطة تماما عن المغرب في محاولة لإخفاء التناقضات الداخلية للجزائر، وأيضا في محاولة يائسة لحجب النمو والتطور الذي يشهده المغرب منذ عقود في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمكاسب التي يحققها داخليا على مستوى التطور الديمقراطي واتساع الحريات، وعلى الصعيد الخارجي من خلال الاتفاقيات والشراكات الأوروبية والأمريكية والتي تعترف للمغرب بإنجازاته على المستوى الاقتصادي وثقتها فيه على صعيد الاستقرار السياسي والاجتماعي . وحدها الجزائر وصنيعتها البوليساريو تتشبثان بالسراب من أجل تأبيد هذا المشكل للمتاجرة. بمآسي وبؤس المحتجزين قسرا في مخيمات تندوف، لعرضهم في كل محفل من أجل التسول بهم واستدرار عطف المنظمات الإنسانية الدولية التي لا تعرف حقيقة ما يجري ولا جوهر هذا المشكل المفتعل. اللبس بدأ ينجلي، فقد أبانت إحدى المنظمات الدولية عن هذا الاستغلال وغياب الشفافية في وصول المساعدات إلى مستحقيها من ضحايا الاحتجاز القسري حيث تأخذ وجهات أخرى تخدم اغتناء طغمة البوليساريو وشراء لعب الحرب بدل الخبز للجوعى من المحتجزين الذين لم يعودوا ينتظرون إلا الفرصة للإفلات والعودة إلى بلدهم الذي لم تعد الأضاليل تستطيع أن تحجب عنهم ما يشهده من تطور ونماء وانفتاح في كل المجالات، في هذا الإطار وفرارا من جحيم الاحتجاز وتلبية لنداء الوطن الغفور الرحيم ورجوعا إلى الأصل والنسب والانتماء، التحق أخيرا وفي أقل من أسبوعين عشرات المواطنين بأرض الوطن فارين من جحيم الاحتجاز والمستقبل المظلم نحو الأمل والاستقرار والعيش الكريم الذي يوفره الوطن الأب الغفور الرحيم بأبنائه من طنجة إلى الكويرة." ورقة تعريفية - محمد لمين الراكب من مواليدالسمارة سنة 2007 - رئيس جمعية ثيرس للوحدة والتنمية. - خريج معهد الأساتذة ببشار الجزائرية. - استاذ سابق بمخيمات تندوف. - اشتغل بقسم الترجمة والتشريفات العامة بالمخيمات. - عمل لمدة اربع سنوات بالمكتب السري للبوليزاريو في موريتانيا بكل من نواكشوط ونواديبو. - تم انتخابه أمينا عاما للطلبة الصحراويين في منطقة الوسط الجزائري. - تم اختياره مشرفا عاما على جميع المشرفين على التلاميذ الصحراويين في نفس المنطقة لمدة سنة. - منسق أكاديمي سابق بين الأكاديمية الجزائرية وبين جميع مراكز التلاميذ والطلبة الصحراويين بإيعاز من وزارة التعليم الصحراوية. - التحق بأرض الوطن سنة 2006 - رئيس جمعية العائدين للوحدة والتنمية سنة 2007 - نائب الكاتب العام للحركة الشعبية بالسمارة- - ما هي دواعي تأسيسكم للجمعية الجديدة؟- - هذه الجمعية تختلف عن سابقتها للأسباب التالية: أولا سميناها : »ثيرس للوحدة والتنمية « ، لأن – ثيرس - أرض الآباء والأجداد، ولها دلالات عميقة في وجدان كل الصحراويين بغض النظر عن إيديولوجياتهم. ثانيا: اختيار الأعضاء لم يأت صدفة كما حدث في الجمعية الآنفة الذكر. ثالثا : نسبة 60 في المائة من الأعضاء إناث، وجميع أعضاء الجمعية من حملة الشهادات، وهم كلهم من مواليد مدينة السمارة. س 2 – ما هي أهداف الجمعية ؟ – إعداد الناشئة والشباب اليافعين للمستقبل وفق إستراتيجية وطنية. - محاربة الأمية والهذر المدرسي- - دعم فضاءات الأمومة والطفولة. - - نبذ العنف والتطرف والانفصال. - مساندة الفئات الأكثر حرمانا في المجتمع بالتنسيق مع الجمعيات والجهات المختصة في هذا المجال. - مد جسور التعاون البناء مع كافة أفراد جاليتنا في الخارج وتشجيع استثمار طاقاتهم في المغرب. - محاربة التصحر-المحافظة على البيئة- القيام بحملات تحسيسية وتطوعية لنظافة الإقليم. - دعم كل الإصلاحات الديمقراطية التي شهدتها المملكة وخاصة الجهوية الموسعة والحكم الذاتي. - المطالبة بفتح مخيمات تندوف أمام المنظمات الدولية الحقوقية للاطلاع على الأوضاع المأساوية هناك. - المطالبة بإحصاء حقيقي للاجئين في مخيمات تندوف، وفضح الممارسات التي تطال أهالينا عن طريق جميع المنابر. - تنوير الرأي العام المحلي والدولي بالمكتسبات الهامة التي حققتها المملكة في مجال حقوق الإنسان عامة وخاصة في الأقاليم الجنوبية. - هل هناك من قيمة مضافة تتقدم بها الجمعية من اجل الدفاع عن القضية الوطنية ؟ - نحن لسنا ممن يكيل بمكيالين، فالقضية الوطنية بالنسبة لنا هي بيت القصيد، ثم إننا اكتسبنا تجربة متواضعة، وستدفعنا هذه التجربة إن شاء الله إلى العمل على إستراتيجية معقلنة في التعاطي مع قضية الوحدة الترابية من خلال الدبلوماسية الموازية، وستكون لنا كذلك أنشطة هادفة في هذا المجال نراعي فيها الزمان والمكان بعون الله. - كيف تنظرون إلى التدفق المكثف للعائدين مؤخرا على أرض الوطن، وكيف تفسرون ارتفاع نسبة الشباب بينهم ؟ - لقد أكدت في اللقاءات الفائتة بأن العائدين طاقات بشرية ورافعة مهمة للتنمية، إذا عرفنا كيف نشتغل عليها اشتغالا أمثل. ولا يسعني في هذا المضمار إلا أن أثمن العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة لهذه الشريحة، وكذلك السلطات المحلية المركزية عامة، دون أن أنسى الدور الكبير الذي يقوم به عامل صاحب الجلالة على إقليمالسمارة، حيث حرص شخصيا في الآونة الأخيرة على معالجة جميع المطالب الاجتماعية الضرورية لهذه الفئة جزاه الله خيرا. كما أؤكد لكم بأن سنة 2010 ستكون سنة العودة الميمونة إلى أرض الوطن. أما بخصوص العودة الجماعية لعدد: 127 شابا إلى مدينة العيون مؤخرا في ظرف أسبوعين فقط، فالحصيلة مرشحة للارتفاع ولن تنقضي حسب تخميني إلا بعد أن ترسو على التحاق كل المحتجزين بمخيمات العار فوق التراب الجزائري. فهؤلاء العائدين الجدد وفدوا على موطنهم الأم فارين من لهيب لحمادة وجبروت قيادة البوليساريو. وحسب ما أكد لنا كثير ممن التقينا بهم فلقد تم تجنيد العديد منهم إجباريا في الجيش دون سن الرشد، وحُرموا من إكمال دراستهم مما حدا بهم إلى الهروب. وبهذا العدد يصل مجموع العائدين إلى أرض الوطن إلى أكثر من 7000 نفر، ثم أن هؤلاء الشباب باتوا يدركون جيدا كذب المرتزقة والجزائر، وأصبحوا يعرفون ما تنعم به الأقاليم الجنوبية من أمن ورفاهية وطيب عيش..حياة كريمة حرموا منها لأكثر من ثلاثة عقود. - كيف هي الأوضاع الحالية بالمخيمات انطلاقا من اتصالاتكم بأهلكم وذويكم ؟ - إن أوضاع المحتجزين كارثية ومأساوية، فنحن عندما نتحدث عن هذه الأوضاع فإننا لا نتكلم من فراغ أو من باب الدعاية المغرضة، كما يتوهم أصحاب النظرة الضيقة الذين لم يجربوا مرارة الحرمان وفقدان الأهل والأحباب، الذين ثم وأن زُجَّ بهم في سجون " الذهيبة "، وسجون سرية في قواعد عسكرية جزائرية ك : " العباصلة " و " أم لعسل " و " اكليبات لفولة ". لا تزال معظم عائلاتنا تقبع في هذه المخيمات، حيث يعانون من شُحِّ المساعدات( خاصة المواد الغذائية والطبية )، فهذه المساعدات تباع قبل وصولها إلى المخيمات( في ميناء الجزائر العاصمة - وميناء وهران، وكذلك في موريتانيا )، ناهيك عن حرية التنقل التي لا تتم إلا بعد الحصول على ترخيص من الدرك الجزائري. وإنه لا يختلف اثنان على أن أهالينا بمخيمات تندوف أصبحوا علامة تجارية لبيادق الاستخبارات الجزائرية. - كيف كان شعوركم وأنتم تشاركون في الوقفة الاحتجاجية عند مدخل مدينة السمارة لحظة وصول الانفصاليين؟ أشكرك على هذا السؤال الذي سيجرني إلى تصحيح مغالطات تروج بين الناس. فشعوري مفعَم بالفخر والاعتزاز لأنني مؤمن بأنه إذا كان المواطن له حق على الوطن، فإن للوطن حقوق علينا. فنحن شاركنا في تنظيم هذه الوقفة من تلقاء أنفسنا دون إملاءات من أية جهة مهما كان موقعها أو وزنها. خرجنا بعفوية لنعبر عن رفضنا لأطروحات الانفصاليين، كما عبرنا عن تمسكنا بأهداب العرش العلوي الشريف، كما شجبنا من خلال هذه الوقفة استغلال البعض لأجواء الحرية والأمن والرخاء التي تنعم بها الأقاليم الجنوبية لصالح الانفصاليين، كما نرفض انتحال تمثيلية الصحراويين، إلا من هو أهل لذلك كشيوخ تحديد الهوية أو المنتخبين، أو المجتمع المدني، ودونهم مرفوض. ولا يفوتني في هذا الصدد إلا أن أنوه برجال الأمن الذين أبانوا عن مهنية واحترافية عالية ومُرونة لا تخلو من جدية وحذر في التعامل مع مثل هذا الصنف من الأحداث، فبفضل يقظتهم استطاعوا التحكم في مجريات الأمور، وحالوا دون تسجيل اصطدامات بين الوحدويين والانفصاليين قد تفضي إلى إفراز وضع شائك. - ماذا عن مشروع الحكم الذاتي ؟ مشروع الحكم الذاتي أصبح مشروعا غنيا عن التعريف، فالمشروع خرج عن كونه محلَّ إجماع وطني إلى نموذج ديمقراطي متطور دوليا وذي مصداقية تتزايد يوميا، فأصبح يحظى بتزكية شبه أممية، ونحن ندعو إلى الإسراع بتفعيله، لأننا لا نقبل أن يبقى حبيس أجندات أجنبية ( هيأة الأممالمتحدة ). فالمشروع بالنسبة لنا يحمل آفاقا واعدة لمواطني الأقاليم الجنوبية، كما سيكون اللبنة الأولى لبناء مغرب عربي موحد. أعد الحوار : العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية