إحتفلت مجموعة المتصرفين الصحراويين المدمجين قسرا بوزارة الداخلية، بذكرى مرور ثمانية أيام لمعتصم خيمة الصمود والكرامة وذلك يومه الجمعة 20 يناير2012 أمام مبنى وزارة الداخلية بالرباط، من خلال شكل نضالي حضاري و سلمي تمثل في رواق حمل في طياته رسالة واضحة المعالم إلى مسئولي وزارة الداخلية، مفادها إستعداد التام لكل الأطر الصحراوية بالمكوث أكثر ملتحفة السماء، مفترشة الأرض و محتسية كؤؤس الشاي ومتأملة في خيمة الأجداد والأسلاف متسامرين ليلا حول واقع العائلات والأهالي الذين ينتظرون عودتهم كل ثانية تمر من عمر معركتهم النضالية السلمية. و قد ضم هذا الرواق الثقافي و النضالي مجموعة من المواد ، المحددة في رسومات تبين مداشرهم وأماكن التعيين التي لا يستطعون حتى تذكرها نظرا لصيغتها اللسانية الوعرة في النطق تأكيدا لبعدها الثقافي عن واقع الصحراء المعاش .ذلك الواقع الشبح الذي تفنن مهندسوا تدبير ملف الأطر العليا الصحراوية أن يذوبوهم فيه ولو على مضض في إستراتيجية تصبو إلى إفراغ الصحراء من كوادرها وطاقاتها التي حتما ستدفع بقاطرة التنمية إن تم تعيينها بها. و صور الكاريكاتور التي حملت في ثناياها تجسيدا من الدقة بمكان للواقع المأساوي الذي يواجهه الإطار الصحراوي بمكان التعيين وهي صورة متصرف صحراوي ممتطيا حمارا متوجها به صوب قيادة في قمة جبل حيث تنعدم وسائل النقل من سيارات وحافلات ومدى معاناته في ذلك الطريق الوعر الملئ بالمخاطر، وما ذلك إلا تعبيرا حقيقيا عن مدى إستصغار وتحقير وتبخيس الدولة المغربية للأطر الصحراوية ليرتمو في أحضان المناطق الحدودية والجماعات الترابية الصغيرة، كأننا امام فيلم سينمائي عنوانه "الأصنام غاضبة على الأطر الصحراوية". هذا الرواق شكل لوحة للتعبير السلمي و إطارا حقيقيا لمعرفة قضية المتصرفين الصحراويين المدمجين قسرا بوزارة الداخلية و معاناتهم الطويلة مع الإحتقار و التهميش و الإقصاء ، الذي يعانون منه منذ حصولهم على التعيين المشؤوم . ويأتي هذا الرواق للتنفيس على الأطر العليا الصحراوية و إبراز طاقاتهم الثقافية و قدرتهم على التعبير بالسلاح الوحيد الذي يملكون ألا وهو القلم. وكذلك تحسيس الرأي العام بمعاناتهم أمام مبنى وزارة الداخلية بالرباط حيث يفترشون الأرض و يلتحفون السماء. وقد تخلل هذا الرواق حلقية مركزية صبت كل مداخلاتها حول عزم الأطر العليا الصحراوية على الصمود والتحدي والمرابطة حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة والمتمثلة في إعادة إدماجهم في قطاعات تستجيب وتكوينهم الأكاديمي مع الاحتساب المالي لتوظيفهم بأثر رجعي يبدأ من تاريخ 10 فبراير / شباط 2011 عوض10 أكتوبر / تشرين أول 2011، بالشكل الذي تم احتسابه لمعطلي "المجموعات الوطنية" المستفيدين من التوظيف في نفس المرحلة.بالإضافة إلى منحهم 24 قطاعا بالشكل الذي تم التعامل به مع الأطر " المجموعات الوطنية". وفي الأخير لم يفت المتصرفين الصحراويين إلا أن يعبروا عن تضامنهم المبدئي واللامشروط مع نضالات كافة الجماهير الصحراوية بمختلف مواقع الفعل والنضال.