تحت شعار " ممفاكينش؛ التشغيل والتنمية أو الطوفان " نظمت تنسيقية جمعيات حملة الشهادات المعطلين سيدي افني ايت بعمران اليوم الموافق ل 05.12.2011 وقفات احتجاجية بمدينة سيدي افني تنديدا بسياسة صم الآذان التي تنهجها السلطات الإقليمية والمنتخبة إزاء ملفها المطلبي العادل والمشروع والمتمثل أساسا في إقرار سياسة تشغيلية على النحو السائد في باقي الأقاليم الجنوبية والإسراع بتفعيل المناصب الشاغرة في الجماعات المحلية والمصالح الخارجية وفق مقاربة مندمجة تتوخى إدماج الكفاءات المعطلة في صلب التنمية المحلية . وقد انطلقت هذه الوقفات من مقر ' اطاك المغرب ' المجموعة المحلية سيدي افني ايت بعمران في شكل مسيرة حاشدة شارك فيها العشرات من مناضلي ومناضلات التنسيقية المحلية، حيث رددوا شعارات تطالب بالتشغيل الفوري وبتسفيه الوعود الزائفة وبالحوار المسؤول والجاد خدمة لقضية التشغيل بالإقليم، فضلا عن شعارات تدعو إلى إسقاط الفساد الذي ما فتئ يعتبر الوقود المحرك لكل المتململات الاجتماعية وطنيا وإقليميا . وبوصول الموكب الغاضب إلى مفترق الطرق الرئيسي المحاذي للسوق البلدي لبيع الأسماك وسط المدينة، التأم المعطلون في حلقية مدعومة بجماهير متضامنة فتحت خلالها باب المداخلات بالتأصيل العام لقضية التنمية المؤجلة بإقليم سيدي افني بصفة عامة والتشغيل بصفة خاصة مبرزة الوجه القبيح للنظام المخزني القائم الذي اختار الإقصاء التنموي منهجا قاسيا في حق الساكنة البعمرانية منذ فجر الاستقلال بل الأدهى والأمر أن هذا النظام لا يزال مستمرا في نهب خيرات المنطقة من سرقة ثروات بحرية وأراضي الساكنة تحت طائلة ما يسمى ب ' الملك الغابوي ' ضاربا عرض الحائط بكل القيم الكونية التي تجعل الثروة المحلية في خدمة التنمية البشرية، في حين أشارت باقي المداخلات إلى تحميل السلطات الإقليمية كامل المسؤولية جراء الوضع الحالي وتداعياته المستقبلية المتميز بالوعود الزائفة ليس إلا وكذا بتدفق المظليين من خارج الإقليم لشغل المناصب الشاغرة إقليميا، ومنبهة إلى أن البرنامج النضالي للتنسيقية حافل بالمفاجآت التصعيدية ستروم حتما وضع قضية التشغيل على سكتها الصحيحة خدمة للتنمية بصفة عامة . بعد هذه المداخلات ، انطلق المعطلون في مسيرة متزنة صوب مقر العمالة حيث التأموا في حلقية مرة أخرى مرددين شعارات وفتحت باب المداخلات للتأكيد على مطالب التنسيقية قبل أن يجنح المعطلون إلى أخذ قسط من الراحة للتناول رغيف خبز ومشروبات، لينصرف بعدها الجميع في اتجاه المدخل الطرقي الرابط بين المدينة وحي كولومينا حيث أرست سفينة التنسيقية على هذا الأخير وتمت عرقلة حركة السير والجولان زهاء ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة، وسجل تعاطف وتفهم لمعاناة المعطلين من طرف الساكنة المتذمرة أصلا من سياسية الحصار الاقتصادي المضروب على بلدتهم منذ سنين . وبعد ذلك ، عادت الجموع إلى مفترق الطرق الأول حيث تم تعليق الشكل النضالي بعد أن سجلت طرافة غاية في الدونية والانحطاط وهي أن رجل أمن سري أمر سائق شاحنة محملة بالاسمنت بدهس المعطلين ، لكن السائق قاله "معاد الله ، ما أنا فاعل هذا " ليسجل التاريخ شموخ التنسيقية ونكوص النوايا المخزنية القائمة على الالتفاف حول مطالب الساكنة والكفاءات المعطلة على حد سواء .