ظل اكتشاف واستغلال الذهب بالمغرب موضوعا بين الحقيقة والاشاعة..ففي الوقت الدي تخفي فيه الدولة المركزية اي معطيات حول هدا الموضوع كما تخفي اي معلومات عن اماكن استخراج هدا المعدن النفيس والمستفيدين من استخراجه ولصالح من يتم بيعه .. لكن وبما ان بعض المناطق التي تاكد انها تحتوي على مناجم يستخرج منها الذهب مازال ساكنتها تعيش تحت عتبة الفقر لا نجد الا تسليط الضوء على معاناة الساكنة من الفقر في وقت يتم استخراج الملايير من بين اقدامهم .. فمؤخرا اعلنت شركات تابعة للهولدينغ الملكي "مناجم" اكتشاف كميات تجارية من الذهب قرب طاطا،مع الاشارة والتوضيح ان هده المنطقة كان السلطة تستخرج منها كميات مهمة من الدهب ويمنع منعا كليا على الساكنة والفضوليين الاقتراب من بعض المناطق التي كان يحرسها الجيش .. وقالت شركة "مناجم"لتابعة لمجموعة «أونا» التابعة للهولدينغ الملكي إنها بدأت في استغلال منجم الذهب ابتداء من يناير الماضي، مؤكدة أن المنجم الجديد سينتج ثلاثة أطنان من الذهب سنويا لمدة عشرة سنوات، وأضافت، في تصريحات صحافية سابقة، أن هناك مؤشرات بغنى الصحراء المغربية بالذهب، وأن الشركة تقوم بأعمال الحفر في مناطق أخرى من جنوب ووسط المغرب. بضواحي تزنيت، ينتج منجم «آقا كولدن»، الذي تديره شركة «آقا كولدن» 700 كيلوغرام من الذهب شهريا، ويشغل 533 عاملا على مدار 24 ساعة، يعملون بعمق 830 مترا تحت سطح الأرض، رغم المشاكل التي تواجهها إدارة المنجم مع سكان المنطقة بسبب نقص صبيب الماء. علاقة بالموضوع نفسه، تحدثت تقارير صحافية، عن فوز الشركة البريطانية «كيفي للمعادن» بعقد امتياز لاستخراج الذهب من منجم «تِيوِيتْ» بجماعة «أكنيون» القروية بوارزازات، وذلك لمدة خمسة أشهر قابلة للتمديد من أجل استغلال 460 ألف طن من المخلفات المنجمية من أجل استخراج 4 غرامات من الذهب و30 غراما من الفضة من كل طن، ما سيمكن الشركة من استخراج ما يزيد عن 1840 كيلوغراما من الذهب وكذا 13800 كيلوغرام من الفضة، في حين تشير تقارير الاتحاد الدولي للهندسة الجيولوجية، حسب المصادر نفسها، أن منجم «تِيوِيت» ومنجم «إميضر» القريب عرفا استخراج مليون طن من الذهب الخالص منذ بداية استغلالهما. وظل اكتشاف الذهب بالمغرب موضوع عدة شائعات، أيضا، في غياب معطيات رسمية حول الموضوع. وفي هذا الإطار كشفت تقارير صحافية أن فرقة الذكاء الاقتصادي التابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي، جندت عملاءها في الميدان الاقتصادي والمالي لوضع تقارير مفصلة عن مناجم الذهب والماس واليورانيوم المكتشفة جنوب المغرب، على هامش منح رخصة استغلال الاكتشافات المنجمية الثمينة إلى شركة تنقيب كندية. وكانت شركة «ميتاليكس» الكندية المختصة في التنقيب عن المعادن ذكرت، في تقرير صدر يوم الثلاثاء 16 غشت الماضي ونشر على موقعها الالكتروني، أنه بناء على مسح جيوفيزيائي لمساحة تقدر ب85 ألف كيلومتر من الأراضي الواقعة جنوب المغرب، توصلت الشركة إلى مؤشرات جد إيجابية تفيد بوجود كميات هائلة من معادن نفيسة كاليورانيوم والماس والذهب. وسبق للشركة الكندية المذكورة عقد اتفاق مع المكتب الوطني للطاقة والمعادن من أجل التنقيب عن المعادن تحصل بموجبه الشركة المذكورة على نسبة 60 في المائة من عمليات التنقيب ويحصل المكتب الوطني على نسبة 40 في المائة.
أكبر منجم للذهب بالمغرب بدأت الأشغال بمنجم «أقا» (الصورة) سنة 1995 من طرف مكتب الأبحاث والمساهمات المعدنية التابع لوزارة الطاقة والمعادن، حيث كان المنجم موضوع استكشاف ومراقبة جيولوجية، أكدت نتائجها المتواصلة أن به مؤهلات ذهبية مشجعة، وهي المؤهلات التي لم يفندها الواقع، على اعتبار أن هولدينغ «أونا» تمكن سنة 2002 من استخراج ما يزيد عن طنين من الذهب بمنجم «أقا».. وفي سنة 1997 فوت المنجم إلى شركة «أقا كولد منينغ» التي تعرف اختصارا بa.g.m، وهي شركة تابعة ل«مناجم» الذراع المنجمي لهولدينغ «أونا».. وجرت العادة أن تنقب وزارة الطاقة والمعادن على الثروات المعدنية، ثم تفوتها في إطار سمسرة دولية إلى الشركة التي ترسو عليها الصفقة.. تنافست على استغلال منجم «أقا»، الذي يعتبر اليوم مفخرة «أونا» شركات وطنية ودولية، ولم تظفر بالصفقة سوى «مناجم» التي شرعت في استخراج الذهب من منجم «أقا» منذ سنة 2001.. يحاط منجم الذهب ونتائجه بالكثير من السرية، حيث أن أبواب المنجم موصدة أمام الصحافة والمجتمع المدني. يقول سكان أفلا اغير إن البرتغال كانوا يستغلون الذهب في هده الجبال أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وتدل بقايا الأحجار من الغيران المحفورة في أعلى قمم الجبال السوداء، على أن البرتغال نقبوا بوسائل تقليدية عن الذهب.. وحسب المجلة المتخصصة énergie et mines magazine في عددها الرابع عشر بتاريخ يوليوز 2010، فإن تاريخ اكتشاف المنجم يعود إلى سنة 1984 وبدأت عملية بناء المنجم سنة 1999 وتم الشروع في الاستغلال الفعلي سنة 2001. كما حققت شركة «أقا كولد منينغ» مبيعات محدودة خلال سنتي 1998 و1999، حيث بلغ حجم الإنتاج سنة 1999 إلى 406 كلغرام.. وحسب المجلة المذكورة، فإن عمر استغلال منجم الذهب لن يتجاوز 11 سنة، إذا استمرت وتيرة الإنتاج على حالها.. لهذا تقوم شركة «أقا كولد منينغ» بالموازاة مع استغلال المنجم، بأعمال بحث وتنقيب تهدف إلى تمديد فترة استغلال المنجم لسنوات أخرى.. تصدير الذهب إلى سويسرا تحرس سيارات ودراجات الدرك الملكي الشاحنات المحملة من قاعات «كولد هاوس» التابعة لمنجم «أقا» والمطوقة بمفاتيح سرية محروسة بسبائك الذهب الأسطوانية الشكل، وفي أغلب الأحيان تحمل مباشرة من «بيت الذهب» إلى الطائرات الخاصة لشركة «أونا» من مطار شيد خصيصا لهدا الغرض بمنجم «أقا» ومنها إلى سويسرا، حيث يباع في بورصة الذهب الدولية بأسعار ترتفع بارتفاع سعر الذهب عالميا. مساهمة المنجم في ميزانية جماعة أفلا ايغير لا يتجاوز مبلغ الدعم الذي يقدمه منجم «أقا» لصالح جماعة أفلا ايغير، حيث يتواجد المنجم المذكور مبلغ 95 ألف درهم حسب الاتفاقية الموقعة بين إدارة المنجم والرئيس السابق لجماعة أفلا ايغير.. وكما تلاحظون فمبلغ 95 ألف درهم سنويا رقم مخجل يبين جشع الشركات الرأسمالية التي حولت حياة سكان الجماعة إلى جحيم، وفي نفس الوقت ترفض دعم ميزانية المجلس القروي الفقير أصلا.. 700 كلغرام سنويا ينتج منجم «أقا» 700 كلغرام من الذهب سنويا حسب التصريحات الرسمية، التي أدلت بها إدارة المنجم إلى وفد صحافي زار المنجم قبل سنة.. ويعمل في المنجم 533 عاملا يشتغلون على مدار اليوم لاستخراج الذهب من عمق يصل إلى 830 متر تحت سطح الأرض، ويتناوب العمال القادمون من مختلف مناطق المغرب من الساعة السادسة صباحا قبل أن يغادر بعضهم على الساعة الثانية بعد الزوال، ليلتحق فريق آخر لا يغادر المنجم إلا على الساعة العاشرة ليلا، هدا في الوقت الذي يكون قد التحق فريق ثالث يغادر على الساعة السادسة صباحا.. وحسب مصادر مطلعة فإن إدارة منجم «أقا» استأنست مند سنة، حينما اخذ الذهب ينضب، بتجربة بعض الخبراء الروس الذين ساعدوها على العثور على ما يسمى «الفيلين»، وهو دلك الخيط الذي يقود رأسا إلى ينبوع الذهب في الجبل، الذي راج من داخل المنجم أنه قد يكون ضاع في عمق الصخور، التي توغلت فيها إدارة المنجم بحثا عن مزيد من الذهب. كما تستغل شركة «أونا» ثروات معدنية أخرى بالمنطقة، حيث تستغل منجم «اكجكار» المتواجد في النفوذ الترابي لإقليم طاطا. وقد ارتأت إدارة منجم «أقا» المزاوجة بين استغلال الذهب والنحاس، الذي ارتفع ثمنه مؤخرا في السوق الدولية، حيث تقوم شركة «اقا كولد منينغ» بتصنيع النحاس داخل المنجم لتحقيق نوع من التوازن داخل سلسلة الإنتاج. جريدة الوطن الآن العدد466