شاع كثيراً بين النّاس أنّ المعسّل غير مضرٍّ للصحّة كالتّدخين، ويعتبر هذا الكلام غير مقبولٍ نهائيّاً، وثبت بطلانه لدى جميع النّاس، وقد تمحور هذا الكلام حول مقولة مفادها أنّ أضرار المعسّل أخفّ بكثيرٍ من أضرار التّدخين إلّا أنّ الأبحاث والدّراسات حلّلت أسباب هذه المقولة ودرستها جيّداً، وأجريت الدّراسات العميقة والمطّولة لتضع " الشيشة أو الأرجيلة " تحت المجهر وتدرسها بالمجمل؛ فتبيّن أنّ ما كان يقال عن أنّ المعسل له أضرار أقلّ من التدخين محض إشاعاتٍ غير مدروسة وخاطئة كليّاً؛ حيث ثبت أنّ كلّ نَفسٍ من الأرجيلة أو الشيشة يعادل استنشاق علبة سجائر كاملة. وقد اعتمدت الأقوال الّتي تزعم أنّ الأرجيلة لها أضرار أخفّ من التدخين على تفسير سبب وجود الماء في الأرجيلة، وبررت ذلك بأنّ الماء يرشّح وينقّي الدخان المنبعث من الأرجيلة، ويسحب المواد المضرّة منه، وبالتّالي فإنّ الدخان الذي يصل إلى رئتي الشّخص الذي يستنشق الأرجيلة هو دخانٌ نظيف، وهذا أمر خاطىء؛فقد ذهب الدّارسون إلى تحليل الدخان الخارج من فم الشخص الذي استنشق دخان الشيشة أو الأرجيلة، فوجدوا أنّ هذا الدخان يحتوي على المواد الضارة والمسرطنة ذاتها الموجودة في دخان السجائر وبكميّة أكبر، وليس للماء دورٌ في تنقية الشيشة أو التقليل من أضراراها.
أضرار المعسّل واستنشاق دخان الأرجيلة - الشيشة * من المعروف والواضح أنّ هذا النوع من التّدخين يسبب الإدمان. * يقلّل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما. * يسبّب انتفاخ الرئة (الإنفزيما) والالتهاب الشعبي المزمن. * يحدّ من قدرات الإنسان ويمنعه من بذل أيّ مجهود كلّما تفاقم في رئتيه. * يؤدّي تدخين الأرجيلة إلى الإصابة بسرطانات كثيرة مثل الرّئة والفم والمريء والمعدة. * يؤدّي التدخين بشكل عام والشيشة بشكل خاص إلى ارتفاع تركيز غاز أوّل أكسيد الكربون في الدم. * يؤدي تدخين الشيشة ومثيلاتها إلى تناقص الخصوبة عند الذّكور والإناث، ويساعد أيضاً على ازدياد نسبة انتشار التدرّن الرئوي عند الأشخاص الّذين يستنشقون الشيشة. * تؤثّر الشيشة على النساء في مرحلة الحمل؛ حيث يؤدّي استنشاق الدخان إلى تناقص وزن الجنين، كما أنّه سبب قويّ لإصابة الأجنّة بأمراض تنفسيّة مستقبلاً أو قد يؤدي إلى حدوث الموت السريريّ المفاجئ للطّفل المولود حديثا . * يؤدّي التّدخين بشكلٍ عام إلى انبعاث الرّوائح الكريهة مع النّفس، وكذلك من الثياب، بالإضافة إلى الأضرار الأخرى مثل بحّة الصوت، وخشونته، واحتقان العينين، كما أنّ التدخين عاملٌ أساسيّ لظهور التجاعيد على الجلد والوجه في وقت مبكّر. * يعتبر تدخين الشيشة والدخان بكافّة أنواعه أمراً مضرّاً بشكل كبير للبيئة؛ بحيث يعتبر أحد أهم ملوّثات الهواء في غرف المنازل والمقاهي الّتي تسمح بالتدخين؛ حيث يوجد عدد كبير من المدخّنين وكميّات هائلة من الدخان المتطاير بالهواء.
المواد المكوّنة للأرجيلة - الشيشة لا تختلف مكوّنات الشيشة عن مكوّنات تبغ السجائر والدخان المنبعث منها؛ حيث إنّها تحتوي على ما لا يقل عن 4000 مادّة سامة، ويعتبر النيكوتين أهمّها وغاز أول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى القطران والمعادن الثّقيلة والمواد المشعّة، وذلك كلّه مضاف إليه المواد المسرطنة والمواد الكيميائيّة الزراعيّة بكلّ ما فيها من سموم ومبيدات الحشرات وغيرها الكثير من المواد القاتلة. تدّعي بعض شركات إنتاج التبغ بأنّها تقوم بإزالة كلّ أو معظم المواد الضارّة خاصة القطران من تبغ الشيشة، ولكن هذا ليس صحيحاً إضافةً إلى أنّه يتم إضافة العديد من المواد المنكّهة إلى تبغ الشيشة، وهي مجهولة التّركيب، كما أنّه إلى الآن لم يُعرف ما هو مقدار ضررها بدقّة. وأثبتت أحد أهم الدّراسات الطوليّة الّتي استمرّت لأربع سنوات والّتي أجريت في المملكة العربيّة السعوديّة بأنّ المعسّل هو عبارة عن مادة التبغ الخالص، مضاف إليها كميّات كبيرة ومتنوّعة من الأصباغ والألوان والنّكهات الصناعيّة التي تخلط من دون أيّ رقابة صحيّة، وثبت أنّها سببٌ رئيسيّ للإصابة بمختلف الأمراض والسرطانات. وأيضاً يحتوي المعسّل (الجراك) على 15% من التبغ الخالص الذي يتمّ خلطه مع بعض العسل والفواكه والمضافات الكيميائيّة الّتي يتمّ طبخها وتخميرها.