الأرق: هو عدم القدرة على الدخول في النوم.. أو عدم القدرة على أن ننام المدة التي نعتقد أنه ينبغي أن ننامها، أو حدوث تقطع متكرر في النوم أثناء الليل. ولكن ما الأسباب المؤدية إلى الأرق؟ يقول الدكتور حسان شمسي باشا إن أسباب الأرق ما يلي: 1- القلق والضغوط النفسية: وهو أكثر أسباب الأرق شيوعاً.. وللقلق أسباب: قلق سببه أخبار سيئة سمعها الإنسان في نهاره، أو قد يكون سببه فقر.. يفكر المرء في لقمة عيشه، أو سببه غنى.. يفكر الفتى بمشروعاته وأشغاله. أو سببه مشاكل الزواج.. أو عدم القدرة على الزواج.. أو سببه هموم الحياة بما فيها من أفراح وأتراح.. 2- وجود مرض في الجسم كتلك التي تسبب آلاماً يفي الظهر أو المفاصل أو البطن أو الصداع أو الحرارة... وعلاج الأرق في هذه الحالة يكون في علاج المرض الأساسي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم". 3- تناول وجبة ثقيلة قبل النوم: ويؤدي ذلك إلى عسر الهضم الذي يسبب الأرق، وقد يتناول المرء حينئذ مزيداً من السوائل أو الطعام ليشغل نفسه، فيزداد أرقاً. يقول بيار فلوشير: إن ثلث البشر يموتون باكراً لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام وإن ثلثاً آخر من البشر (ويقصد أبناء الغرب، ولكن ذلك ينطبق على كل من يعيش حياتهم ولا يطبق السنن الإسلامية في الطعام)، يموتون باكراً لأنهم يأكلون فوق اللزوم، ولكن حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإفراط في الطعام والتخمة... فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليؤتين يوم القيامة بالعظيم، الطويل، الأكول الشروب، فلا يزيد عند الله جناح بعوضة. 4- التدخين: من المعروف أن النيكوتين الموجود في التبغ مادة مثيرة للدماغ، يمكن أن تسبب الأرق، وقد أفتى كثير من العلماء بتحريم التدخين لما فيه من ضرر بالغ للجسم، وما يسببه من جلطة في القلب، أو سرطان في الرئة، أو التهاب مزمن في القصبات.. الخ. 5- المسكرات والمخدرات: ليس هناك أدنى شك في أن تناول الخمر يسبب اضطراباً شديداً في النوم، فالنوم مليء بالكوابيس والأحلام المزعجة التي توقظ شارب الخمر من حين إلى آخر ومدمن المخدرات في وضع أشد سوءًا من شارب الخمر. 6- تناول القهوة أو الشاي قبل وقت قصير من النوم: من المعروف أن تناول القهوة أو الشاي بعد الساعة السابعة مساء قد يسبب الأرق عند الكثيرين. يقول الدكتور رجستين: إن مفعول الكافيين في القهوة أو الشاي يستمر لمدة 12 إلى 20 ساعة، وأن تناول فنجانين من قهوة النسكافيه مثلا (يحتويان على 150 إلى 200 ملغ من الكافيين) قبل النوم يؤدي إلى اضطراب شديد في النوم. 7- الضجيج: فبعض الناس لا يستطيع النوم بسبب ما حوله من ضجيج. 8- الطيران البعيد والعمل في الليل: ويحدث ذلك عند الطيارين والممرضات والعاملين في فترات متغيرة من اليوم. 9- الأدوية المنومة: يؤدي استعمال الأدوية المنومة إلى اضطراب في نوعية الدم وقد تسبب نعاساً أثناء النهار. تناول بعض الأدوية أو العوامل النفسية مثل الاكتئاب والتوتر أو لتغيرات بيئية مثل السفر وفروق التوقيت بين البلدان وبعضها أو عند التعرض لضغوط نفسية. 10- عدم القيام بجهد جسماني: فيكثر الأرق عند الذين يعملون في المكاتب أو الذين لا يبذلون جهداً جسدياً كبيراً، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشي إلى المساجد فقال: "من تظهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته، إحداهما تحظ خطيئة، والأخرى ترفع درجة. بعض الحلول للتغلب على الأرق ينصح الدكتور حسان شمسي باشا باتباع الإرشادات التي جاءت في كتابFamily Medical Reference Book 1- قم ببعض الجهد (كالمشي مثلاً) خلال النهار، بشكل تشعر فيه بالتعب في وقت النوم، ويمكن المشي لفترة طويلة قبل النوم أن يساعد على النوم. 2- تجنب القهوة والشاي في المساء، واشرب بعض الحليب الساخن، فالحليب يحتوي على مادة تساعد على النوم. 3- لا تأخذ وجبة العشاء في وقت متأخر من الليل، وحاول أن تأكل قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم، وتجنب الأطعمة الدسمة التي تحتاج إلى وقت أطول للهضم. 4- حاول أن تأخذ "حمامًا" بدلاً من "الدوش" فالاستلقاء في ماء فاتر يرخي العضلات ويزيل التوتر. 5- اقرأ شيئا يسيراً وخفيفاً قبل النوم. 6- اتبع نظاماً معيناً للنوم وانهض باكراً في الصباح. 7- لا تسرف في تبريد أو تدفئة نفسك في الليل.. واجعل حرارة الغرفة حرارة مقبولة. 8- إذا استيقظت في الليل فحاول أن تقرأ شيئاً ما. 9- لا تدخن قبل النوم. 10- لا يأخذنك الرعب والقلق إن لم تنم بسرعة، بل حاول الاسترخاء ما استطعت. 11- ابتعد ما أمكن عن المنومات والمهدئات.. فيقول كتاب British National Formulary (وهو أوثق مرجع دوائي في بريطانيا) يجب ألا توصف المهدئات والمركنات والمنومات بشكل عشوائي، بل ينبغي أن توصف لفترة قصيرة في تهدئة حالة المريض. كما ينصح الدكتور حسين عزمي أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية من يعانون من الأرق بالآتي: 1- الراحة النفسية والجسدية مهمة جداً. 2- تنظيم ساعات العمل وساعات الراحة وعدم تغيير النظام الطبيعي للحياة من حيث ساعات النوم بقدر الامكان. 3- استغلال الإجازات الاستغلال السليم وممارسة الرياضة والهوايات في أوقات الفراغ لتجديد النشاط الجسدي والعقلي. 4- عدم التفكير في أي شيء أثناء الخلود إلى النوم كالتفكير في مشاكل العمل وخلافه. 5- تجنب شرب كميات كبيرة من المنبهات مثل الشاي والقهوة والنسكافيه والكاكاو والقرفة والمياه الغازية المحتوية على مادة الكولا كالكوكاكولا والبيبسى كولا. 6- تجنب التدخين بمختلف أنواعه وشرب الكحوليات والمخدرات بمختلف أنواعها. 7- التقرب من الله سبحانه وتعالى بالصلاة وأداء الفرائض والالتزام بالتعاليم الدينية من ناحية وحسن معاملة الناس من ناحية أخرى فكل هذا يجلب راحة الضمير مما يترتب عليه الرضا والراحة النفسية وعدم الشعور بالقلق. - من الأغذية والوسائل التي تساعد على ذهاب الأرق: يقول الدكتور حسين عزمي هناك بعض الأغذية التي إذا تم تناولها قبل النوم تساعد في علاج الأرق وهي: 1. فنجان حليب دافئ مساء يومياً مفيد لتهدئة الأعصاب. 2. الخس مفيد في حالات الأرق. 3. المشمش مفيد في حالات الأرق. 4. تناول اللوز يكافح الأرق. 5. مستحلب النعناع يساعد على تهدئة الأعصاب: يتم تجهيز المستحلب بنسبة ملعقة كبيرة من الأوراق لكل فنجان من الماء الساخن لدرجة الغليان ويمكن مزجه بالحليب.. ويشرب هذا المستحلب بمقدار 2 إلى 3 فناجين يومياً. 6. مستحلب الزيزفون: ملعقة صغيرة من الأزهار+ فنجان ماء مغلي ويحلى المستحلب بسكر النبات ويشرب منه ساخناً بمقدار 2 إلى 3 فنجان يومياً. 7. فنجان واحد من عسل النحل+ ثلاثة ملاعق خل.. تؤخذ ملعقتان صغيرتان مساء عند النوم ويمكن تكرارهما بعد ساعة. 8. عصير الكرفس: نصف كوب يومياً لمدة 15 إلى 20 يوما مزيل للأرق والكآبة والانقباض النفسي. 9. ملعقة من مصحون حبة البركة + فنجان لبن حليب دافئ ويحلى بعسل النحل ثم يؤخذ قبل النوم. العسل.. والأرق يقول الدكتور أولدفيلد في كتاب Honey For Health إنني أداوي الأرق عند المسنين بالوصفة التالية: كأس ماء فاتر تذاب فيه ملعقة كبيرة من العسل. ويقول الدكتور تساندر: "ليست هناك مادة مهيئة لنوم طبيعي، أكثر من محلول عسلي مائي ساخن". وقد قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن". ماذا يقول المسلم الذي أصابه الأرق؟ أولاً يجب على الإنسان الذي كان سبب أرقه هو القلق من مسؤوليات الحياة ومتطلباتها أن يدرك معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك.. ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.." رواه الترمذي. هذا سيجعل المؤمن يشعر بالسعادة والطمأنينة، ويسلم أموره لخالق السماء والأرض، وليذكر الإنسان قبل نومه فضل الله تعالى عليه في يومه، وليحمد الله تعالى كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مأوى" أخرجه مسلم. قول الكلمة التي كان يرددها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى مضجعه (اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك..). يقول ابن القيم رحمه الله: "وتعويض الأمر إليه رده إلى الله سبحانه، وذلك يوجب سكون القلب وطمأنينته، والرضا بما يقضيه ويختاره له مما يحبه ويرضاه.. والتفويض من أشرف مقامات العبودية.. وإلجاء الظهر إليه سبحانه يتضمن قوة الاعتماد عليه، والثقة به والسكون إليه، والتوكل عليه فإن من أسند ظهره إلى ركن وثيق لم يخف السقوط. هناك من ينصح بالعد (كأن يقول: واحد.. اثنين.. واحد.. اثنين) ويكرر ذلك باستمرار، ولمثل هؤلاء نقول: إن في ذكر الله ما يغني عن هذا وذاك.. والمسلم يعلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر" رواه مسلم . وروى ابن السني عن محمد بن يحيى: "أن خالدا بن الوليد رضي الله عنه أصابه أرق، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون". وروى الترمذي عن بريدة رضي الله عنه قال: شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله. ما أنام الليل من الأرق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أويت إلى فراشك فقل: "اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط علي أحد منهم أو أن يبغى علي. عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت"