كثيرون من ساكنة واد نون يتذكرون فيضانات التمانينات، التي ما زالت راسخة في أذهان من عايشوها ،و هاهو التاريخ يعيد نفسه بعد عقود بآلامه ومعاناة السكان بهذه الربوع، فمع أولى التساقطات المطرية والزخات الطوفانية، التي عرفتها مدينة كلميم ونواحيها خلال الأيام الأخيرة، حتى شلت الحركة عن آخرها، و أغلقت أغلب الطرقات المؤدية إليها بسبب الأودية التي جعلت من القناطر مجرد ممرات من ورق .لقد تعرت كل مظاهر اليقضة التي يتغنى بها بعض المسؤولين عن حماية الأرواح والممتلكات، وهاهي كلميم تصبح منكوبة تفضح فيها الأمطار الفساد المستشري في عملية إنجاز المشاريع، بما فيها مشاريع الصرف الصحي ،الشيء الذي جعل مياه الأمطار تختلط بمياه الواد الحار في كثير من أزقة وشوارع المدينة ،ما جعل حالة السخط والتذمر وسط المواطنين الذين يعانون من البنية التحتية المهترئة وغياب للخدمات التي يدفعون تكاليفها من جيوبهم كضرائب ... بين كلميم الثمانينيات وكلميم اليوم لم يتغير شيئ سوى المجالس البلدية المتعاقبة ... بين الأمس واليوم لم يتغير سوى الأشخاص، وبقيت الصراعات السياسية الضيقة هي المتحكمة في مصير الوادنونيين ؛لقد فقدنا أحبة وفقدت وادنون فلذات كبدها بين غريق ومفقود،بين ميت ومكلوم يحترق بنار تصرفات من كانوا سببا في مقتل أهله وأحبته. كلميم تبكي أبناءها وعلى حساب جثث الضحايا والآم المكلومين، تنطلق الحروب الكلامية الوسخة بين منتخبينا ورجال السلطة... إنها حرب استباقية للإنتخابات المقبلة،فهؤلاء لم يمتلكوا ولن يمتلكوا قلوبا تملؤها الإنسانية، وإنما قلوب يملؤها الجشع والضغينة والنفاق.... إنهم ينسون بسرعة،فهم في قصورهم وفيلاتهم لم يفقدوا عزيزا ولم يذوقوا المبيت ليلة في العراء....سينسى المطبلون كلمات التعزية التي كانت على ألسنتهم بالأمس... انتظروا بكاءهم- بكاء التماسيح- على شاشاتنا وإذاعاتنا الصفراء،وفي قبة البرلمان....لكن رجاء لا تسألوهم أين كانوا بالأمس،لا تسألوهم عن أٍرصدتهم البنكية؟؟لا تسألوهم عن شيء،فقط أطلبوا منهم أن يخفضوا صوتهم حتى لا يزعجو ا أٍرواحا تدعوا لهم بالفناء...... !!