ستحتضن مدينة مراكش المغربية أواخر الشهر الجاري المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في نسخته الثانية ، حدث عالمي سيحج له العديد من النشطاء والجمعيات من مختلف بقاع العالم في اتجاه المملكة المغربية التي لا تربطها بحقوق الإنسان إلى الشعارات الجوفاء ومقالات أبواق الصباغة والطلاء. الحقيقة عكس ذلك والوضع من سيء إلى أسوء والبداية من المدافعين عن حقوق الإنسان أفرادا وهيئات، إذ تشن في حقهم الدولة المغربية حملة غير مسبوقة ابتدأت بتصريحات تحمل اتهامات خطيرة وتواصلت بمنع وتضييق ممنهجين ، فقد صدت في وجوههم القاعات و الفضاءات العمومية وحرموا من حقهم في التظاهر السلمي مرات عديدة ومن الترخيص القانوني في العديد من المناطق ، ومن الدعم والإعلام العموميين. وجندت الدولة كذلك أبواقها لدعاية إعلامية مغرضة من اجل النيل من سمعتهم . المملكة المغربية التي تريد أن تحمل شعلة حقوق الإنسان عرفت كذلك عودة الاعتقالات السياسية والمحاكمات الصورية لتتصدى لكل من يعارض خطابها الرسمي ، كما أن التعذيب لازال يمارس على نطاق واسع وأدى أحيانا إلى حدوث وفيات . شعب المملكة المغلوب على أمره يئن في صمت جراء الحيف والتهميش والفقر والحرمان فأسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بسرعة البرق والخدمات الاجتماعية تدهورت بشكل كبير ، فكم كان منظر النساء وهن يلدن بالشارع وأمام أبواب المستشفيات مؤلما وكم كان منظر أقسام دراسية سقفها منهار وطاولاتها خردة محزنا وكم و كم و كم . المملكة التي برلمانها ساخنا من الداخل والخارج ، ففي الداخل فاسدون ينامون تحت المكيفات أو يتبادلون الأدوار بالسباب والعراك على الشعب المقهور ، وبالخارج جحافل آلات القمع تبطش بكل من تظاهر سلميا من اجل حقه في العيش الكريم ، فكم من الدماء الطيبة سالت وكم من النفوس الكريمة أهينت . مراكش مدينة التناقضات تجمع كيليز ودوار المساكين كذلك المملكة هناك فئة أتت على الأخضر واليابس الكل مباح رشوة ، اختلاسات،نهب، استغلال ، زبونية ، محسوبية البلاد كالضيعة لا حسيب ولا رقيب بل ب *عفا عما سلف* وفئة ستتحمل مسؤولية العجز والخلل تحت شعار * زير السمطة *. فتشوا سجونها ، زوروا مستشفياتها و مدارسها ، انصبوا كاميرات ب *كوميسارياتها * ، اطلعوا على أرصدة مسؤوليها ، شاركوا الأباطرة موائدهم ، تجولوا بعين الدياب وبعدها سيدي مؤمن ... اسألوا عن الشهيد ، ابحثوا عن مصير المختطف ، زوروا المعتقل ، فتشوا عن احمد المسكين بانفكو وعن فاطمة الحزينة ببومية . فحتما ستسحبون الشرف مصحوبا بالأسف آو تجعلوا من الحدث محاكمة للمملكة فيما سلف .