في تجمع حاشد بقاعة العروض الشيخ ماء العينين بتيزنيت، وفي سياق وغمرة الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف واليوم الوطني للمسجد، نفذت جمعية الإمام ورش لتحفيظ وتجويد القرآن الكريم نشاطها الثالث بهذه المناسبة، وذلك مساء أمس السبت 26 دجنبر 2015 الموافق ل 14 ربيع الأول 1437ه، حيث توالت فقرات متنوعة حضرها في مقدمة جمهورها الغفير رئيس المجلس الجماعي لتيزنيت وباشا المدينة وأعضاء ممثلون للمجالس الإقليمي والمجلس العلمي المحلي والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بتيزنيت، إلى جانب ثلة من المحسنين ومحبي الجمعية. وهكذا كان افتتاح البرنامج بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها الطفلة القارئة مريم الهارم، تلتها كلمة باسم الجمعية ألقاها رئيسها أحمد أوعرو، رحب فيها بالحضور وعرج على معاني الاحتفاء بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأهداف الجمعية في سيرها على سُنَّة إحياء هذه الذكرى كل سنة. شاكرا داعمي الجمعية وشركاءها. وتعميقا لمدارسة معاني الذكرى ومغازيها التربوية والدينية والاجتماعية كان الجمهور على موعد مع مداخلتين، كانت أولاهما لفضيلة الأستاذ ابراهيم القدَّاح رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم سيدي إفني تناول فيها حاجة الأمة لفقه سيرة المصطفى، مبينا دلالاتها وفصولا مشرقة من حياته وجهاده الدعوي صلى الله عليه وسلم، مؤكدا فضيلتُه على منهج الوسطية والاعتدال. أما المداخلة الثانية فكانت لفضيلة الشيخ السعيد المستطِع المرشد الديني لدى مندوبية الشؤون الإسلامية بتيزنيت ومؤطر تحفيظ القرآن الكريم وتصحيح القراءة وتجويدها بجمعية ورش، والذي تناول في معرض حديثه أهمية وأدوار المساجد في حياة الأمة الإسلامية وبنائها المجتمعي، مذكرا بجهود الدولة المغربية في الإعلاء من شأن المسجد والاهتمام به عمرانيا وتأطيرا لرواده وأطره من قيمين وأئمة وعلماء. فقرة ثالثة من فقرات الاحتفال هذا كانت قرآنية، فقد استضافت الجمعية طلبة علم ماليزيين يتابعون دراستهم الشرعية بالمدرسة العلمية العتيقة رسموكة، تحت إشراف جامعة القرويين، وبتأطير من شيخهم فضيلة الدكتور المحفوظ كَريهيم الذي تم تكريمه في ذات الحفل وإن كان لم يحضره شخصيا بتسليم السيد رئيس المجلس البلدي للسيد الحسن أشقران عضو جمعية رعاية المدرسة العلمية العتيقة رسموكة نيابة عنه لوحة تقدير عرفانا بجهوده في خدمة العلم الشرعي وكتاب الله تعالى. إلى ذلك أدى الطالبان الماليزيان أحمد ممدوح ابن محمد ذو الكفل، و محمد نور أكرم ابن عبد الله سحيمي تلاوة مباركة لآيات بينات من كتاب الله تعلى، تم على إثرها تكريمهما وزميل لهما آخر هو الطالب محمد لمين ديالي من غينيا كوناكري، وخصتهم بهدية كتب قيمة ولوحات تذكارية. وإلى جو الأنشودة الإسلامية الهادفة والمديح النبوي، أخذت مجموعة الأريج التابعة للجمعية مسامع وأنظار الحضور إلى جو المتعة والانتشاء بأشعار وقصائدة مغناة باللغتين العربية والأمازيغية، أشرف على إعدادها أطر الجمعية الحاج أحمد إد غضور وابراهيم موشان، والعازف الفنان محمد بيكيطارن. ليتوج الحفل كله بفقرة تكريمية لثلة من الحافظات والحافظين للقرآن الكريم، الذين ختموا حفظه برسم السنة 2015، وهم السيدات فاطمة بلعواد، حفيظة أعويني، سعيدة مزواري، آمنة بوركعة. والأستاذين محمد العمراني وخليل العمري. وقد تسلم كل منهم درعا وتذكارا عبارة عن لوحة معدة وفق التقاليد السوسية في تكريم الحافظين بالمدارس القرآنية. ليختم الحفل بعدها بالدعاء الصالح.