بدت في عيون أطفال مخيم تيفاوت فرحة عارمة و هم يستعدون لمغادرة مركز المخيم صوب مدينة أكادير. برنامج كبير ينتظرهم بعد وجبة الفطور ، حيث استقلوا الحافلتين مرددين أناشيد تربوية و كلهم بهجة و شوق للتعرف على لعبة و ميادين الكولف بالمدينة . كانت الإنطلاقة كما هو مبرمج على الساعة التاسعة صباحا، ووصلنا إلى مدينة أكادير بعد ساعة و أربعين دقيقة من السير. أمين مال الجمعية السيد علي أبوييك كان في انتظارنا ، حيث هيأ المكان و وقف على آخر الترتيبات لإستقبال أطفال المخيم. بداية اليوم الرياضي المتميز كانت بفضاء كولف التلال Les Dunes، فوجدنا في استقبال الأطفال كل معلمي هذه الرياضة العالمية ، انقسمنا بعدها إلى فريقين ، فريق بفضاء البراكتيس Practice ، حيث يتعلم الفرد تقنيات swing ، و طرق امساك المضرب أو العصا ، ختما بما يسمى Finich ، و هو فضاء واسع بمساحة كبيرة معشوشبة و زرابي اصطناعية مخصصة لضرب الكرات إلى حين التمكن من التقنيات الأساسية . في حين انطلق الفريق الثاني إلى فضاء Les proches et les patas ، حيث يتواجد الحفر و مساحة معشوشبة تسير فيها الكرة بسرعة كبيرة. دروس نظرية و تطبيقية أعطيت للأطفال، و تعريف مختصر للعبة و تاريخها، فما أن أمسك الأطفال المضرب لأول مرة في حياتهم حتى بدأ كل طفل يرسم لنفسه مسارا جديدا في حياته و هو يكتشف و لو لدقائق لذة هذه اللعبة التي كانت إلى أمد قريب حكرا على العائلات الميسورة.الصحافة بدورها كانت في الموعد خصيصا لتغطية هذا الحدث الأول من نوعه بالجهة . المنتدى المغربي للإعلام و الصحافة برأسة السيد محمد دادسي ، قرأوا في أعين الأطفال تلك الرغبة الشديدة في التعلم ، و فضولهم المعرفي للتعرف على هذه اللعبة ، فكانت لهم لقاءات و حوارات صحفية مع ثلة من الأطفال ، حتى خيل للحاضر أنه أمام أبطال الغد في رياضة الكولف من أبناء هذا الوطن ، من أبناء مدينة تيزنيت. راديو بلوس في شخص الصحفية الرياضية سعيدة العلوي كانت بدورها في الموعد ، و أجرت حوارا مباشرا مع السيدة نعيمة أنجار ، مؤطرة بالمخيم ، و السيد المصطفى سبتي رئيس الجمعية إلى جانب السيد علي أبوييك ، بالإضافة إلى مجموعة من أطفال المخيم.الكولف الثاني في البرنامج ، كان في انتظار الأطفال على الساعة الثانية عشرة و النصف ، الكل كان في الموعد ، و أبواب كولف المحيط مفتوحة بشكل رسمي لإستقبال أبناء مدينة تيزنيت. كان على رأس المستقبلين السيد Pierre MICHIELSEN ، مدير أكاديمية MICHIELSEN للكولف ، الذي تتلمذ على يده العديد من أمراء أسرتنا العلوية الشريفة. ترحابه المميز و استقباله الفريد لأطفال مخيم تيفاوت للغة الإنجليزية و الرياضة ، كان له طعم خاص . فبعد الترحاب مباشرة ، انقسم الأطفال إلى فريقين تحت إشراف أساتذة محترفين . مدة استفاذة الأطفال من اللعبة طالت وزاد تعلق الأطفال و المؤطرين معا بهذه اللعبة الشيقة ، فكانت الفرصة سانحة لتدارس إمكانية إنشاء فضاء للكولف بمدينة تيزنيت مع السيد Pierre MICHIELSEN ، الذي شجع الجمعية على المضي في الفكرة ، و أن الطريق لا محالة سيكون سهلا في ظل القناعة الشخصية للرياضي الأول الملك محمد السادس على تشجيع مثل هذه المبادرات الشابة.وقت الغذاء حان ، و فضل المنظمون أن يكون بفضاء حديقة عمومية بمدينة أكادير. فكان الأمر كذلك، و ما زاد من قيمة اليوم، هو مصادفة مخيم المنارة القابضة من مدينة مراكش، فكانت فرصة للإلتقاء الأطفال فيما بينهم بمعية الأطر، فتبادلوا التحايا عن طريق الأناشيد التربوية، وفرصة كذلك لوضع لبنات مشروع اتفاقية شراكة فيما بين المنارة القابضة و جمعية تيفاوت للأعمال الإجتماعية.