عندما يُعلن رسميا لرئيس تقدمي لجماعة قروية من الحجم المتوسط بالإقليم ، عن موقعه الاجتماعي الطبقي ضمن مصاف الميليارديرات ورجال الثروة والمال والأعمال ، وهو يتلقى ، كما أبلغتنا المصادر هذه الأيام ، عروض أثمان فاقت المليار سنتيم لبيع ضيعة له بمنطقة ( بييكرا ) الفلاحية ، إقليم شتوكة أيت باها، ولا سبيل لأن نلفت انتباه القارئ إلى حجم أرقام معاملاتها الاستثمارية التي تبيضها من الذهب الأخضر كل موسم فلاحي حتى نفهم لماذا كسبت هذه الضيعة تلك الثقة لدى المستثمرين الكبار وسيلت لعابهم وجعلتهم يقبلون بأريحية وبلا تردد على صرف ما يربو عن المليار سنتيم لربح قصب السبق في اقتنائها ، وكل ذلك طبعا بعد أن كان الرئيس ذلك إلى وقت قريب يتلقى عروض شكاوى الكادحين من المستخدمين كمندوب للعمال بإحدى شركات التصبير والمنتوجات الغذائية الاستهلاكية بالحي الصناعي بأكادير . وعندما يعرج الرئيس النقابي إلى عالم الموضة في اقتناء واستبدال السيارات الفارهة ذات الدفع الرباعي كما تستبدل العامة أحذيتها ، ليمر بها دون حذر عبر طرق جماعته المتآكلة و مطباتها الغائرة ويمسح بها عن وجه التعاسة في مستوقفات أحيائها البئيسة المعدمة التي تملؤها الأزبال و مياه الغسيل العادمة ، بعد أن طوت الأيام الخالية ذكرياته الباقية وهو( يدوز) على غيره بسيارة الإردوز البيضاء الفانية المتقصفة الطلاء والطولا البالية ، وعندما لا يجد الرئيس الميلياردير نفسه مكرها ( ك يا أيها الناس ) لملء فجوة ضيقة له بين طوابير الانتظار الطويلة في المشافي الوطنية العامة أو حتى الخاصة ، فيرحل (شافاه الله ) مرات إلى الخارج ليقطع الشك مع الرحيل على تقليد ذوي السقم من المشاهرة الكبار وذوي السلطة والنفوذ في الوقت الذي ترحل فيه أفئدة المرضى بجماعته في كل وقت وحين إلى تحقيق خدمات صحية ضرورية بمركزهم الصحي تضع عنهم تعب الحل والترحال وتقي جيوبهم علة نافلة صرف المال. وعندما ينتشي الرئيس بدخان سجائر اللايت الشقراء الفاخرة في الوقت الذي يحتسي فيه حشد متزايد من ساكنة جماعته مرارة اقتناء بخاخ الفونطولين نتيجة لمساحيق الأغبرة المنبعثة والمتصاعدة التي صارت تملأ باستمرار ، في الليل والنهار، جوف السماء العذراء ، لتلبس رمادها الجلابيب البالية والقمصان المنشورة المتآكلة الأكمام على أسقف البيوت التي قصمتها التشققات حتى صارت على أهلها آيلة للخر والتساقطات ،… وعندما تعلم وقد دخل الرئيس ذاك عالم ( البوشونات والكوجونات ) بأرقام جاوزت العشرات، … وعندما تكتشف أن للرئيس البيزنيسمان منازل عدة ، وبيوت عديدة في إقامات و تجزءات ، وعندما يأتيك الخبر من منابعه الصافية أن حصيص ثروة ذلك الرئيس لن تمحوه أو تزيله مواد التنظيف والمطهرات، وعندما … يهزك اليقين أن كتائبه من لاعقي الأحذية و الزبانيات قادرة على سحل معارضته الشرسة والمشاكسة حتى تلفظ النفسات ، وعندما…. ستفهم حينها حقيقة ذلك الرئيس من غير منصب الرئيس ، وستدرك حينها لماذا يموت ويحيا هذا الرئيس من أجل منصب الرئيس ، ولماذا يحترق ويحرق رئيس تلك الجماعة في الانتخابات ليبقى في مقعد الرئيس. وستدرك وقتها لماذا يغني السماسرة المفسدون وذوو المصالح الخاصة سمفونية الفساد جماعة ، جهارا نهارا ، مع ذلك الرئيس .وستكتشف كذلك كيف يباع ويشترى ذوو الضمائر المهزوزة من أعضاء( النضال ) من طرف ذلك الرئيس ، وكيف تسخر الآليات والجهود لتمييع النضال وضرب رؤوسه الساخنة المناوئة لهذا الرئيس ،وستعلم لماذا تقام الحفلات و المهرجانات المهرجة من طرف ذلك الرئيس ، وستتعلم كيف تدس حبوب الأسبرين المهدئة للصداع في العروض والمعروضات التي تتجرعها النساء والشباب في تلك الجماعة من طرف ذلك الرئيس ، وستتعرى أمامك حقائق استمرار أعداء البيئة في تدمير المقدرات البيئية بهذه الجماعة والنهش منها بمباركة ذاك الرئيس ، وستعثر بيسر على رأس الخيط لفك اللفافة المتشابكة قي قضية أحياء البناء العشوائي التي تنمو كالفطر بجماعة ذلك الرئيس . و…في الأخير سوف تتعلل أمامك الحقائق والمعطيات السياسية في الحرص على خنق أنفاس النخبة المحلية بتلك الجماعة واستبعادها عن الأجهزة المحلية لحزب ذلك الرئيس . فهل يا ترى مازال حجم كرسي الجماعة تلك يطاوع ذلك السيد الرئيس الذي غدا شيئا آخر غير الرئيس بسبب منصب الرئيس ، أم أن صفة الملياردير ومشروع القانون التنظيمي حول الجماعات المحلية الذي سيُفرض بموجبه التصريح بالممتلكات الخاصة سيجعلانه يفكر لحظة في ترك منصب الرئيس .