انطلاقا من مبادئ النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ووفاء لخطها النضالي ولتاريخها والتزاماتها تجاه الشغيلة وتجاه قضايا المدرسة العمومية، وفي إطار مواكبته للدخول المدرسي الجديد، اجتمع المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم سوس ماسة، بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بأكادير يومه السبت 23 شتنبر 2023، فتناول بالدرس والتحليل مختلف القضايا المرتبطة بالدخول المدرسي، وما واكبه من إجراءات إدارية ترقيعية لا ترقى إلى مستوى انتظارات الشغيلة التعليمية، ومختلف سياقاتها المركبة المتسمة بالهجوم على المكتسبات التي راكمتها الشغيلة التعليمية ومعها عموم جماهير شعبنا، في مسار نضالي عسير وشاق بقيادة إطارنا العتيد، مسار نضالي كلف العديد من التضحيات الجسام التي أبان فيها الكونفدراليون والكونفدراليات عن وعي وحس نضالي راق ونكران منقطع النظير للذات. كما استحضر ما صاحب الدخول المدرسي من انعكاسات وتداعيات فاجعة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وما خلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات، ويسجل بكل فخر واعتزاز الروح التضامنية التي أبان عنها المغاربة؛ وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم المكتب الجهوي باسم جميع مناضلاته ومناضليه بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسر الضحايا، ويتقاسم مشاعر الأسى والألم مع نساء ورجال التعليم في فقدان تلاميذ وأساتذة وأسرهم. وفي هذا السياق، يسجل المكتب الجهوي بكامل القلق والتذمر ارتجالية الدخول المدرسي على مستوى أقاليم الجهة، الذي يتم تدبير مختلف قضاياه بعقليات لم تتجاوز بعد زمن الهدر المالي والسياسي والقيمي، ويعلن ما يلي: 1. يندد بالتدبير الانفرادي والمرتبك الذي نهجته إدارة الأكاديمية، بإصدارها مراسلة منظمة لعملية تدبير الفائض والخصاص بالجهة خارج الضوابط القانونية ودون اشراك النقابات ذات التمثيلية، وهو ما نعتبره دوسا واضحا على مبدأ الشراكة، وتجاوزا مقصودا للمذكرة الوزارية 17/103؛ وهو الأمر الذي تم تكريسه من طرف المدراء الإقليميين بالجهة بإصدار مذكرات إقليمية بشكل انفرادي وارتجالي، وفي غياب تام للتواصل مع مكونات المنظومة التربوية، وعلى رأسها هيئة الإدارة التربوية، الشيء الذي ترتب عنه لبس وغموض لدى هيئة التدريس، وما خلفه من مآسي اجتماعية ونفسية لدى هذه الفئة؛ 2. يندد بالإصرار على حرمان الشغيلة التعليمية بمختلف الأسلاك من حركة جهوية ومحلية تحفظ حقوقها في الاستفادة من أقدميتها ونقطها وتضمن استقرارها، ويقابله إصرار فاضح للوبي الفساد العتيد والمتمرس بالجهة في تأبيد وضعية الفائض والخصاص، وفاء لطقوس الدهاليز وحنينا للأعراف البائدة؛ 3. يستنكر تعثر الدخول المدرسي على مستوى الجهة (تأخر الأشغال ببعض المؤسسات، آفة الاكتظاظ والخصاص الكبير في بنيات الاستقبال، الارتجالية والعشوائية في تدبير البنايات، احتساب إحداثيات وهمية غير منجزة في البنية التربوية، استقبال التلاميذ وسط أوراش البناء مما يهدد سلامتهم الصحية والبدنية ويعرقل سير العملية التعلمية، البطء والفوضى المسجلان في عمليات تعويض البناء المفكك مما حرم الأساتذة وتلامذتهم من شروط العمل التربوي السليم ببعض المناطق)؛ 4. يدعو، وبإلحاح، إلى إعادة النظر في استعمالات الزمن المفروضة بالتعليم الابتدائي، مع اعتماد مرونة أكبر وتفعيل صلاحيات مجالس التدبير؛ 5. يطالب إدارة الأكاديمية بضرورة معالجة ظاهرة الاكتظاظ باستحداث مؤسسات جديدة، ومعالجة الخصاص المهول في الأطر الإدارية والتربوية بأغلب المؤسسات التعليمية بالجهة، والحرص على توفير حراس الأمن بجميع المؤسسات التربوية؛ وإذ ينهي المكتب الجهوي اجتماعه، يؤكد على استعداده الكامل لخوض كل ما تقتضيه الضرورة وتستدعيه المرحلة من أشكال نضالية دفاعا عن المدرسة العمومية وكرامة نساء ورجال التعليم بالجهة. وعاشت النقابة الوطنية للتعليم كدش صامدة مناضلة.