اسدل الستار يومه السبت 25 يناير 2020 على فعاليات تظاهرة أيام اقليمتيزنيت بأكادير و التي انطلقت مند يوم 18 من هذا الشهر. التظاهرة كما هو معلوم منظمة من طرف المجلس الاقليمي لتيزنت ، و تهدف الى التسويق و الترويج لما يزخر به الاقليم من مؤهلات في شتى المجالات في أفق استثمار هذه المؤهلات و تثمينها و جعلها رافعة للتمية بالإقليم. على غرار العديد من سكان تيزنيت ،كنت هناك وعاينت عن كثب الأصداء و ارتسامات الزوار من سكان تيزنيتو أصدقاءو سكان اكادير و السياح المغاربة و الاجانب الذين تابعوا مختلف فقرات التظاهرة .ويوم الخميس 23 يناير التقيت صدفة مع احد السياح الفرنسيين ( الذي يظهر انه مولع بتاريخ النقود )وهو يستمع لشروحات احد المرشدين المكلف بمتحف النقود .تجادبنا أطراف الحديث وعبر لي عن اعجابه الكبير بالمخطوطات المعروضة في رواقاغوليدو بكل التحف الفنية و الأدبية و الحضارية التي أثثت مختلف اروقة التظاهرة و اثار استغرابي تصريحه بأنه يجهل الكثير عن مدينتنا رغم توفر الانترنيت و الدلائل السياحية. و هنا تذكرت احدى العبارات الجميلة التي اعجبتني دائماوهي: visiter une fois vaut mieux que lire mille fois التنقل و زيارة مكان ما لمرة واحدة خير من القراءة عنه ألف مرة.(العبارة قرأتها في احدى المجلات و استعملتها لمواجهة أحد المواقف الحرجة ذات مرة وانا في مطار محمد الخامس رفقة تلامذتي عندما كنا عائدين من رحلة مدرسية الى الدارالبيضاء سنة 1999 ). و بعيدا عن منطق التقييم ،هناك مجموعة من الدروس و العبر يمكن استخلاصها من هذه التظاهرة اجملها فيما يلي: * بالرغم من التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال و التواصل المتطورة جدا، تبقى الزيارة الميدانية و المعاينة المباشرة أهم تقنيات “الماركوتينغ” التي تلجأ اليها الدول و الشركات الكبرى التي لها باع طويل في المجال لإقناع المستثمرين و الزبناء بجدوى المنتوج المقدم. * التظاهرة أبانت عن قوة و استقلالية مؤسسة المجلس الاقليمي الحالي في اتخاذ قراراته و تنفيذ برامجه بعيدا عن منطق الوصاية . * التظاهرة تروم استقطاب زوار و مستثمرين لاكتشاف و استكشاف الفرص التي يوفرها الاقليم ،و في هذا الصدد أعتقد أن الفئة الأولى التي يجب اقناعها بجدوى الاستقرار و الاستثمار في الاقليم هم اولا و قبل كل شئ ابناء الاقليم المهاجرين و المهجرين قسرا او طوعا الى مدن أخرى و خاصة اكادير لأسباب عدة. * حجم التظاهرة و مدتها و تنوع فقراتها يتطلب تعبئة موارد مالية و مادية و بشرية و لوجيستيكية كبيرة جدا لا طاقة لمالية المجلس الاقليمي بتغطيتها، و تبقى الطريقة الوحيدة للتمويل هي الشراكات مع فاعلين ذاتيين و معنويين و مؤسساتيين . لكن اقناع الشركاء في هذا المجال ليس بالأمر الهين و يتطلب ذلك التوفر على امكانيات و قدرات كبيرة للترافع و الاقناع و منسوب أكبر من ” تانافلاست” أو الثقة بالعربية ( بالمناسبة اول مرة اسمع هذا المصطلح من عند الدكتور عمر امارير في مداخلته في ندوة النبوغ و التميز).الثقة ذاتها التي غابت في واقعة سيارة جماعة تيزنيت التي تم الحجز عليها من طرف مستثمر محلي. وقد صدق قول الشاعر الامازيغي سيدي حمو الطالب حين قال: ” العاقل ءايمنعان ءيغاك ءيدروس ءورد المال ءيما المال ءيلا س ءورطال ءيغ ياد ءيعدم يان” عديم الأفكار هو المفلس الحقيقي اما المال يمكن تدبر أمره بطرق عديدة.