في إطار فعاليات النسخة الثالثة لمهرجان دلاح إرسموكن ، احتضنت قاعة الإجتماعات بجماعة أربعاء رسموكة إقليمتيزنيت،مساء يوم الثلاثء 31 يوليوز 2018 ، لقاء فكري مفتوح كان موضوعه الجامع هو « الفرجة الشعبية» . وقد عرف هذا اللقاء ثلاث مداخلات لكل من مدير دار الثقافة محمد خيرالدين بتيزنيت الأستاذ الباحث «ابراهيم اودادا » و الأستاذ الباحث « محمد وخزان » و الفنان « أكرام أرشاش ». وقد تناول الأساتذة في مجل مداخلاتهم حول التهميش والتقهقر الذي أصاب مجمل الفرجات الشعبية التي كانت سائدة إلى حدود بداية التسعينات ،دون محاولة تطويرها وتنظيمها حتى تصمد أمام مد العولمة . وخاض الأساتذة المؤطرين لهذا اللقاء ، في بعض الأشكال و الصيغ المتنوعة التي تتخدها الفرجة الشعبية من العاب و طقوس واحتفالات التي يمتزج فيها الرقص بالغناء والإنشاد، وتعتمد اللغات والوسائل التعبيرية بما فيها الكلمة سواء كانت حكيا أو شعرا أو زجلا، إضافة إلى الإيقاع والجسد. وكشفت المداخلات أن فن الفرجة الشعبية بسوس عامة يخضع لإعداد و تنظيم وتسيير وتنسيق محكم وفق قواعد وقوانين مضبوطة متفق عليها من قبل الفرق و الجماعات التي تقدمها، من حيث النص المرتجل وطريقة العرض و نوع اللباس والتقنيات والوسائل، وكذلك الزمان والمكان. و اتجه اللقاء الى إثارة النقاش حول ضرورة الإهتمام بهذه الفرجة باعتبارها منطلق وأصل « المسرحية المُعاصرة » و ذلك بالبحث والدراسة في خباياها من قبل الباحثين والدارسين المتخصصين في الأدب و التراث وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وغيرها من التخصصات، من أجل اعادة احيائه و خلخلته وتصفيته وتحديد منطلقاته ورسم معالمه الجديدة للحفاظ عليه بما يضمن استدامته. و اجملت المداخلات أن الشعوب عندما تفقد تراثها الثقافي المحلي، تفقد هويتها وأصالتها وتاريخها. لذا لابد من العودة إلى الذات تحدوها إرادة قوية للحفاظ على مقوماتها الثقافية الأصيلة، وقيمها الأخلاقية والجمالية الخاصة دون إغفال المواكبة الحثيثة لما يجري في العالم من تطور علمي وتكنولوجي وثقافي وفني. ومباشرة بعد انتهاء هذه المداخلات، تم فتح باب النقاش، حيث تفاعلت القاعة التي عرفت حضورا مهما من الفنانين، بشكل كبير مع أشغال اللقاء، وعملت مداخلات القاعة على مقاربة الموضوع من مختلف زواياه، كما طرحت الأسئلة للمحاضرين، وتقدمت بوجهات نظر حول هذه الظاهرة. و قبل ختام أشغال اللقاء ، ارتأى المنظمون تكريم الفنان "بوزمان الحسين" المعروف ب « بو زعضوض » سليل دوار افراك التابع لجماعة اربعاء رسموكة ، الذي بدأ مشواره الفني مع مجموعة شقيقه الرايس حسن ارسموك سنة 1988 م ، و يعود الفضل في اكتشاف وصقل موهبته في التمثبل للفنان « أكرام أرشاش »الذي أعطاه فرصة لعب دور « بو زعضوض » بالشريط الأمازيغي « موكير». كما تم تكريم أحد الوجوه الفنية المعروف بالمنطقة في مجال التمثيل ، ويتعلق الأمر ب « الحسين لكرمز » مؤسسة فرقة « الحاج عبو » للتمثيل و الذي يتحدر من دوار « بوزكار » برسموكة .