طريق المجزرة الموت المحقق استبشر سكان حي الشرف خيرا منذ إعادة تعبيد وتوسعة وإنارة طريق المجزرة، فقد أصبح بإمكانهم الوصول إلى مقرات سكناهم وعملهم في أقرب وقت ,وباستطاعتهم أيضا التأخر ليلا دون خوف أو وجل,لأن سائقي سيارات الأجرة لم يعد لهم مبرر لرفض إركاب القاطنين بهذا الحي وما جاوره, خصوصا أن الطريق أصبحت تعرف حركة دؤوبة ومستمرة ليل نهار، سواء من حيث مرور مختلف أنواع السيارات, أو من حيث كثرة الراجلين المستعملين لهذه الطريق نظرا لوجودها قرب تجمعات سكانية مهمة [الشرف,,حومة الشوك,بلاصا طورو...] وكذا وجودها قرب أماكن سوق المتلاشيات ,الألعاب, والسيرك, ومحطة القطار والكورنيش الذين يعرفون في فصل الصيف إقبالا منقطع النظير كما يؤدون إلى وسط المدينة و مغوغة ومدينة تطوان..... طريق المجزرة، اسم على مسمى أصبحت طريق المجزرة طريقا للرعب والموت.فقد شهدت منذ إعادة تهيئتها حوادث سير قاتلة أبطالها سائقون متهورون، ذهب ضحيتها أرواح بريئة وأخرى أصيبت بعاهات مستديمة، فالويل لك ثم الويل لك إن أردت أن تعبر الطريق إلى الجهة الأخرى، بداية عليك أن تتلو آيات من الذكر الحكيم وأن تنطق بالشهادتين ,وفضلا على هذا أو ذاك عليك أن تكون عداء من المستوى الرفيع.أما الشيوخ فما عليهم سوى استجداء السائقين والتوسل إليهم لكي يخففوا من سرعتهم فالداخل إلى هذه الطريق مفقود والخارج منها مولود. الطريق أصبحت متعددة الأسماء, فبالإضافة لاسم "المجزرة" التي تحمله والذي يحيلك إلى قانون الغاب.أصبح السكان يطلقون عليها طريق"السباقات والراليات". ومن أراد منكم أن يشاهد عن كثب "مايكل شوماخر" أو "فرناندو ألونسو" أو "لويس هاميلتون"، فما عليه سوى الحج إلى هذه الطريق رفقة العائلة للاستمتاع بسباقات قل ما تجود بها مضامير السباقات العالمية سواء بالليل أو النهار... ومجانا لعلمكم, لأن الدعوة عامة، ومن لم يصدق منكم فليسأل سائقي سيارات نقل العمال، فأكيد أنه سيجد عندهم الخبر اليقين. غياب ممرات للراجلين، مراقبة السرعة بالرادار ... رغم كون طريق المجزرة شهدت حوادث سير مميتة ومتتالية بسبب السرعة المفرطة للسائقين، فإنها تعرف غيابا تاما لممرات للراجلين وما يصطلح عليه بالشرطي الميت ومراقبة السرعة بالرادار... وتجدر الإشارة أنه قد تم وضع علامات التشوير معلقة بأعمدة الكهرباء مؤخرا، وهي غير بادية للعيان، وبالتالي لا أحد يحترمها أو يلتفت إليها، وقد أشرنا سابقا إلى الموضوع ذاته دون أن نجد آذانا صاغية من طرف المسؤولين، وكأن بهم صمم أو عمى. الحنين إلى الماضي من يتذكر الطريق القديمة المؤدية لحي الشرف، يتذكر معها تلك الحفر العميقة والبرك الآسنة والمستنقعات النتنة التي كانت السمة الأساس لهذه الطريق، السائقون كانوا يسوقون سياراتهم بتأن وترو ليس حرصا على سلامتهم أو سلامة الناس، بل حفاظا على سياراتهم من التلف لأن سرعة أكبر في هذه الطريق تؤدي بهم مباشرة إلى سوق المتلاشيات، الساكنة كذلك تتذكر الظلام الدامس لهذه الطريق,تتذكر قطاع الطرق المتربصين بالراجلين وحتى الممتطين للسيارات، لأن المجرمين كانوا يضعون الحجر لقطع الطريق، فكانت السيارات تتوقف إجباريا، وبالتالي فإن الفرصة سانحة للنهب والسلب، ومن سولت له نفسه الامتناع عن تسليم ممتلكاته أو مقاومة قطاع الطرق يكون مصيره الضرب والجرح المفضيان إلى عاهة مستديمة أو إلى المقبرة مباشرة. لذلك فسائقو سيارات الأجرة كانوا يرفضون رفضا كليا المرور من هذه الطريق لما يعلموا بوجهة الراكب فاللهم السلامة أو الندامة. أما رجال الشرطة فكانوا في هذه الطريق العجيبة مثل الثعلب الذي يظهر ثم يختفي، ونعتذر للمرحوم محمد زفزاف على هذا الاقتباس من روايته التي تحمل العنوان نفسه مع بعض التصرف. ساكنة حي الشرف وما جاوره يحنون اليوم إلى هذه الطريق فبالرغم من سلبياتها المتعددة، كانوا على الأقل يضمنون حياتهم نهارا والمرور عبرها ذهابا وإيابا دون رعب أو رهبة رفقة أبنائهم، فمشية السلحفاة كانت الميزة الأساس لسائقي السيارات. السكان يناشدون وزير التجهيز والنقل لوضع حد لهذه المجازر يناشد سكان حي الشرف وما جاوره وزير النقل والتجهيز، بوضع حد لهذه المجازر التي ترتكب يوميا ويذهب ضحاياها أناس أبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم تواجدوا في هذه الطريق وقت انعدام الضمير لدى السائقين، ويطالبون ببناء قنطرة ووضع علامات التشوير ظاهرة للعيان ومراقبة السرعة وووو...... والشرطة في عين المكان لزجر المخالفين، فهل من مستجيب؟ تصريحات بعض سكان المنطقة