تعتبر هشاشة البنية التحتية لشبكة التطهير من الأسباب الرئيسية لظاهرة الفيضانات التي تعاني منها طنجة كل سنة ، حيث لم تتمكن الجهات المختصة بالرغم من الجهود المبذولة من حل إشكالية الأودية العارية التي تخترق أرجاء المدينة في كل الاتجاهات، كما لم تستطع أن تضع حدا للاختناقات التي تعاني منها قنوات الصرف الصحي في معظم المحاور والقطاعات داخل الأحياء السكنية. وستظل طنجة خلال هذه السنة مرشحة لتكون في طليعة المدن المغربية المنكوبة بالفيضانات لأن القنوات ذات السعة المحدودة لم تخضع لعملية التنقية والتطهير، فهي تعاني من الاختناق بسبب تراكم الأتربة والنفايات، حيث أنه لا توجد منطقة لا يعاني سكانها من انبعاث الروائح الكريهة الناتجة عن تعفن المجاري، حتى اضطر الكثير منهم لإغلاق فواهاتها بقطع الكرطون البلاستيك والقزدير... ويكمن المشكل أيضا في تعري فواهات معظم البالوعات بسبب تعرض أغطيتها الحديدية للسرقة ، وعدم قيام الشركة بتعويضها، أو إيجاد حل يحول دون استمرار الأخطار التي تهدد المواطنين بالغرق والسقوط بداخلها، وما أكثر حالات الضحايا الذين لحقهم الضرر بسب الإهمال، هذا بالإضافة إلى افتقار معظم الشوارع والطرقات داخل الأحياء والتجزئات السكنية لقنوات صرف المياه الشتوية المنعدمة أصلا، أو التي يتم إغلاقها من طرف مقاولات البناء وإصلاح الطرقات خلال إنجاز الأشغال الخاصة ببرنامج تأهيل المدينة . فهل ستتدخل الجهات المسؤولة من أجل تدارك الموقف قبل أن تغرق طنجة في طوفان الأوحال والفيضانات التي يصعب التكهن بنتائجها ؟