افتتح مهرجان فينيسيا(البندقية) للأفلام الأربعاء بفيلم "البجعة السوداء" للمخرج دارين أرونوفسكي الذي يقدم في الفيلم دراما سوداء من بطولة ناتالي بورتمان، في دور راقصة باليه تفوز بعد عناء بدور بطولة في فرقتها لكن مكانتها تهتز مع وصول راقصة باليه جميلة جديدة. وتؤدي دور الراقصة المنافسة ميلا كونيس التي تثير غيرة عمياء لدى بورتمان. وقبل ساعات من توجهها الى السجادة الحمراء، قالت الممثلة للصحفيين إنها تحدثت الى أرونوفسكي عن وجود مشاهد جنسية في الفيلم. وأضافت: "ظننت أن ذلك سيكون مشوقاً فعلاً لأن هذا الفيلم يشكل في وجوه عدة منه اكتشافاً لغرور الفنان، وأن النرجسية هي نوع من انجذابك الى ذاتك وايضاً النفور منها". الجدير ذكره أن أرونوفسكي فاز قبل عامين بجائزة الأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا لأفضل تصوير في فيلمه "المصارع"، وهو يقول إن ثمة تشابه بين الفيلمين. يقول المخرج البالغ من العمر 41 عاماً: "عندما بدأت التفكير بإخراج "البجعة السوداء" بعد "المصارع"، رأيت فيهما ترابطاً"، مضيفاً: "كلما نظرت في عالم الباليه، رأيت كل هذا التشابه بينه وبين عالم المصارعة. ففي كليهما هؤلاء الممثلون الذين يستخدمون جسدهم على نحو بدني مطلق". أما الممثل الفرنسي الشاب فنسان كاسيل الذي يؤدي دور مخرج باليه، فيطرح تساؤلاً عن السبب الذي يدفع أحدهم للغوص في عالم لارقص. يقول: "أعتقد أن الموهبة هي التي تقف وراء الإرادة في أن تكون راقصاً. الأمر حقاً أشبه برغبتك بان تصبح كاهناً، لأنك تعمل بجد، تعمل يومياً، تشعر بألم كبير ولا تجني أي مال. لذا أعتقد أنه أمر لا يجب أن يسعى أحد لامتهانه". الجدير ذكره أن بورتمان هي من مواليد العام 1981، وهي الابنة الوحيدة لوالدها الطبيب الاسرائيلي ووالدتها الأمريكية. انتقلت في سن يافعة من اسرائيل حيث ولدت الى الولاياتالمتحدة، درست في جامعة هارفارد واستقرت في نيويورك. وانحاز ماركو موللر مدير المهرجان للشبان في اختياره لمخرجي 23 فيلما يتنافسون في المسابقة ويأمل ايضا ان ينجح وجود المغمورين في هوليوود في تغطية الغياب المتوقع لمشاهير الصف الاول هذا العام. وقال موللر: "نتطلع لمشاهدة الأفلام التي قدمها مخرجون رائعون جاءوا ، ونأمل في أن يغزو هؤلاء أحلامنا ويملؤنا شغفا ، وأريد أن أقول لنا جميعا..أحبُك أيتها السينما." ويرأس لجنة التحكيم المخرج الشهير كوينتن تارانتينو الذي سيقرر بشكل رئيسي من سيفوز بجائزة الأسد الذهبي. ومن الأفلام الأخرى التي تسعى للفوز بالأسد الذهبي، فيلم تشان جان الصيني. وهو فيلم مؤثر وربما سيكون أنجح فيلم حركة تقدمه السينما الصينية على مدى السنوات القليلة المقبلة. ويتنافس مهرجان فينيسيا أقدم مهرجان سينمائي في العالم واحد ابرز المهرجانات السينمائية مع مهرجان تورنتو السينمائي الذي يتداخل معه في نفس التوقيت الا ان الاخير ينظر اليه باعتباره ارخص واكثر تركيزا على العمل التجاري مقارنة بالمهرجان الايطالي. واحتدمت المنافسة بين المهرجانين - اذ فضلت العديد من الافلام تقديم عرضها الاول في فينيسيا قبل انطلاق تورنتو بايام بينما فضل البعض الاخر الذهاب مباشرة الى المهرجان الكندي. وقال موللر انه يعتقد ان المهرجانين يمكن ان يستمرا في المنافسة جنبا الى جنب.