حذر عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية احد قادة حركة فتح نبيل عمرو القيادة الفلسطينية الاحد من العودة للمفاوضات مع اسرائيل سواء المباشرة او غير المباشرة لانها لن تحقق اي شيء في ظل 'عدم اكتراث المجتمع الدولي بالموقف الفلسطيني'. وفي ظل التأكيدات الفلسطينية بأن السلطة ستقبل بالمقترح الامريكي بالعودة للمفاوضات غير المباشرة عقب اجتماع وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية للسلام غدا الثلاثاء بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يسعى لموافقة عربية على العودة للمفاوضات، قال عمرو ل'القدس العربي' 'المفاوضات المباشرة وغير المباشرة لم يعد لها افق لتحقيق اي شيء في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو وعدم الاكتراث الدولي بالموقف الفلسطيني'. ودلل عمرو على عدم اكتراث المجتمع الدولي بالموقف الفلسطيني بالمبادرة التي اعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي الاسبوع الماضي بضرورة الاعتراف الاوروبي بالدولة الفلسطينية حتى قبل انتهاء المفاوضات مع اسرائيل حولها وتراجع الرئيس الفرنسي ساركوزي عن تلك المبادرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار فرنسا مؤخرا. ونوه عمرو الى ان الولاياتالمتحدةالامريكية الجهة الفاعلة والمؤثرة الوحيدة على اسرائيل اعلنت بانها محبطة نتيجة عدم احراز تقدم على صعيد استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، مستهجنا استمرار القيادة الفلسطينية في الحديث عن المفاوضات في حين ان واشنطن تعلن انها محبطة. واستبعد عمرو ان يؤدي اجتماع لجنة المتابعة العربية لعملية السلام في الجامعة العربية غدا الثلاثاء بحضور عباس عن اي شيء سوى احداث حراك سياسي لن تكون له نتائج، مضيفا 'ممكن ان يكون هذا الاجتماع مفيدا في تحريك الجهد السياسي العربي خصوصا وان العرب غائبون عن العملية السلمية منذ وقت طويل'. واضاف عمرو 'لا ارى ان الوضع الدولي الحالي سيقود لعملية تفاوض حقيقية تؤدي لنتائج'، محذرا القيادة الفلسطينية من الذهاب للمفاوضات بناء على اجتماع لجنة المتابعة العربية، مشيرا الى ان القمة العربية القادمة في ليبيا ستتخذ قرارات متشددة ازاء العودة للمفاوضات مع اسرائيل في ظل تواصل الاستيطان وتهويد القدس. وقال عمرو 'قمة طرابلس لا تستطيع ان تقول -للقيادة الفلسطينية- اذهبوا وفاوضوا في ظل تواصل الاستيطان'، مضيفا 'لا ارى اي امكانية ان تقدم القمة العربية القادمة اي غطاء للقيادة الفلسطينية اذا فكرت بالذهاب للمفاوضات'، متابعا 'العملية السلمية وصلت الى حائط مسدود'، مطالبا منظمة التحرير الفلسطينية باستعادة مكانتها في قيادة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية. وشدد عمرو في حديثه مع 'القدس العربي' بأن منظمة التحرير المسؤولة عن المفاوضات مع اسرائيل 'مهمشة'، مشيرا الى انه ليس هو الذي يقول عنها مهمشة 'بل فصائل هي التي تقول ذلك'. وتابع عمرو قائلا 'المنظمة لا تعمل بالقدر المفروض ان تعمل به والفصائل مسؤولة عن ذلك'، مشددا على ان 'ابتعاد المنظمة عن مائدة القرار الفلسطيني هو من الامور التي جردتنا' واضعفت الموقف الفلسطيني. واشار عمرو بان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي تعتبر اعلى جهة قيادية للشعب الفلسطيني باتت 'اجتماعاتها روتينية'، وبعيدة عن الدور المنوط بها، وقال 'منظمة التحرير لم تقم ولا تقوم بدورها المطلوب في قيادة الشعب الفلسطيني'، مشددا على انها 'تعاني من تهميش كبير' في وقت بات الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة اليها، محملا الفصائل الفلسطينية وقيادة السلطة مسؤولية ذلك التهميش للمنظمة التي وقعت اتفاق اوسلو مع اسرئيل. وكان عمرو شدد خلال برنامج تلفزيوني محلي بان اتفاقية اوسلو انتهت رغم نتائجها التي ما زالت قائمة، وان خطة خارطة الطريق ولدت ميته ولم تكن لها فرصة للحياة بعد ان ابدت اسرائيل اثني عشر تحفظاً على بنودها. واكد عمرو خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن المحلي،' ان اتفاقية اوسلو انتهت، حيث انها لم تكن حلا كاملا، وانما عبارة عن خطوات اولية باتجاه الحل، وهي بالتالي ادت غرضا وهدفاً معينا، وهو قيام السلطة الفلسطينية، وعودة آلالاف من المغتربين الى ارض الوطن، واصدار جواز السفرالفلسطيني، وتشكيل حكومة فلسطينية ترعى خدمات شعبها'، معتبرا ان خطة خريطة الطريق ولدت ميته، لان الهدف منها كان الزام الجانب الفلسطيني بتطبيق ما جاء بها من بنود، في حين تم غض الطرف عن تهرب اسرائيل من تنفيذ التزاماتها. واضاف عمرو 'رغم تلك الاشياء التي تحققت الا ان على اوسلو اكثر ما لها، فبعد تجربة مريرة مع العملية السياسية لم نصل الى دولة فلسطينية والتي كانت هدفنا الرئيسي من هذه المغامرة، والتي قضت ايضاً على الرئيس عرفات بالحصار وربما بالاغتيال، وأتت بجدار الفصل العنصري، وكم هائل من الاستيطان'. وبين عمرو ان اسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية الاستعصاء التفاوضي السياسي الذي تشهده المنطقة الآن والذي عصف بمسيرة المفاوضات، مشيرا الى ان 'الوضع الفلسطيني الحالي هو اشبه بمن يطالب بدين معدوم لاننا كنا وما زلنا نطالب اسرائيل بتنفيذ التزاماتها بخريطة الطريق، وهي لا تعيرنا اهتماما'. واوضح عمرو 'ان نهاية اوسلو، وخطة خريطة الطريق لا يعنيان نهاية المشروع الوطني بأي حال من الاحوال، بل يجب ان يشكل ذلك حافزاً مشجعاً للبحث عن بدائل اكثر فاعلية .' وشدد عمرو على ان المفاوضات المباشرة، وغير المباشرة التي يجري الحديث حول انطلاقها في غضون اسابيع متشابهة، لان اسرائيل تريدها تحت السقف الذي تفرضه هي من خلال جرافاتها واجتياحاتها، ومصادرة الاراضي والتهويد، موضحا انه لم تبق قضية تفاوضية واحدة لم يتم التفاوض عليها والبحث بها، خلال رحلة المفاوضات التي بدأت من الولاياتالمتحدةالامريكية مروراً بأوسلو وطابا وصولا الى ماراثون المفاوضات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت. وبين عمرو 'ان الطرف الفلسطيني وقع في اخطاء كثيرة خلال مفاوضاته، اهمها عدم اشهاره لشروطه منذ البداية وخاصة ضرورة وقف الاستيطان، والذي كان يتزايد والمفاوضات تجري بشكل سلس، وعندما قمنا بربط المفاوضات بوقف الاستيطان، ضعفت مصداقيتنا امام الولاياتالمتحدة والاوروبيين، حيث قال نتنياهو للادارة الامريكية 'انهم فأوضوني وانا استوطن'، لماذا الآن؟' ورأى عمرو 'ان الاحزاب الفلسطينية، ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية تعاني من ازمة كبيرة، اضافة الى اسرائيل، وبالتالي اصبح العمل السياسي القائم على الارض هو محاولة كل طرف تصدير ازمته للطرف الآخر، ودائما ما نجحت اسرائيل في ذلك بسبب حالة الارتجال التي تسيطرعلى مؤسساتنا ومنظماتنا'. ونبه عمرو الى 'ضرورة ايجاد وبحث وخلق بدائل جيدة لخيار المفاوضات، مع الاخذ بعين الاهتمام دراستها جيدا، ومعرفة نتائجها وعواقبها، محذرا القيادة الفلسطينية من ان استمرارها في حالة الارتباك السياسي الذي تعيشه، وعدم قدرتها على خلق بدائل ومخارج مناسبة، من شأنه جعل العمل السياسي الفلسطيني عديم الفائدة'. ودعا عمرو 'القوى السياسية الفلسطينية للجلوس والتفكير، وتقييم المرحلة السياسية التي مضت، واستخلاص العبر والنتائج منها، وقراءة معطيات المرحلة الحالية بعيون تحليلية من اجل وضع الحلول والمخارج المناسبة للحالة السياسية الفلسطينية الحالية'. واشار عمرو الى ضرورة اصلاح وتنظيم منظمة التحرير الفلسطينية، كونها كيانا سياسيا مستقلا، ومؤسسة صنع القرار بالنسبة للشعب الفلسطيني من خلال التحرك على ارض الواقع وعدم الاكتفاء بالتصريحات والاحاديث الاعلامية، داعيا في الوقت ذاته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لتحمل مسؤولياتها تجاه قيادة الشعب الفلسطيني.