لم يكن في الحسبان أو في بال ساكنة طنجة أن يتكرر سيناريوا الخميس الأسود، إنها الثامنة صباحا أمطار الخير تتهاطل على المدينة الكل يقول "الله يرحمنا" تمضي الدقائق والثواني .. فجأة تنقلب هذه الأمطار إلى سيول طوفانية جارفة، سيول آتية من هنا وهناك تتجه نحو حي العوينة قرب السجن المحلي بسرعة كبيرة، دقائق هي حتى تحاصرهم من كل جانب : صراخ، وعويل وتكبيرات في كل مكان تتعالى "لطفاك يا أ الله" -"أغثنا يا أ الله". لا وقاية مدنية ولا فرق للإنقاذ أتت لتخفيف معاناة هؤلاء والذين ربما المسؤولون لم يعيروا لهم الإهتمام الكافي، فالمسؤولون ركزوا وتجندوا فقط لحماية منطقة امغوغة رأس مالهم طبعا. طاقم جريدة صوت الحرية وشبكة طنجة الإخبارية توجه بسرعة إلى عين المكان لنقل الصورة عن قرب، عشنا لحظات مأساوية يعجز المرء عن نقلها كتابة، يعجز الإنسان عن نقل صورة دموع الأمهات وصراخ الأطفال وأنين وتسبيح الشيوخ لنترك الصورة تتكلم.