حط معرض "الحضور والذاكرة : تاريخ المغاربة بهولندا"، الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع جمعية (ذاكرة)، رحاله بمدينة طنجة على هامش المهرجان المتوسطي الخامس للثقافة الأمازيغية. ويؤرخ هذا المعرض الذي افتتح رسميا ، أمس الخميس ، بحضور مسؤولين محليين وبمجلس الجالية، تاريخ هجرة الجالية المغربية نحو هولندا والذي انطلق بالتوقيع على الاتفاقية بين البلدين بخصوص استقدام اليد العاملة المغربية نحو هذا البلد الأوربي. ويضم المعرض أزيد من ستين صورة نادرة وبضع وثائق رسمية وأشرطة وثائقية حول الحضور المغربي بهولندا منذ أواخر ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي، وكذا صورا حول مساهمة المغاربة ضمن جيش الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية فوق الأراضي الهولندية. وقد جاب المعرض عددا من المدن الهولندية خلال السنة الماضية، قبل أن يحل بالمغرب ضمن جولة انطلقت من مدينة أكادير، وستختتم بمدينة الدارالبيضاء بعد المرور بمدن طنجة والحسيمة والمحمدية. وأبرز السيد يونس أجراي عضو بمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن هذا المعرض يخلد الذكرى الأربعينية للتوقيع على الاتفاقية المغربية-الهولندية حول اليد العاملة، التي وقعت في 14 ماي، مشيرا إلى أن اختيار المجلس لهذا الموضوع ينبع من بعده الثقافي والاجتماعي عبر إظهار حضور المغاربة ومساهمتهم في المجتمع الهولندي. وقال إن "الفكرة كانت تدور حول إظهار حقيقة عيش المغاربة بهولندا ومدى اندماجهم كليا في مجتمع وبلد الاستقبال، وأيضا الصعوبات والظروف الصعبة التي تواجههم"، مبرزا أن عددا من المغاربة تمكنوا من إظهار علو كعبهم ونجاحهم في المجتمع الهولندي من خلال تبوء مراكز رفيعة. من جانبه، ثمن السفير الهولندي جوس فان آخلن ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، مبادرة تنظيم هذا المعرض الذي يدعو إلى استذكار مشاركة المغاربة في بناء المجتمع الهولندي خلال الأربعين سنة الماضية. ونوه السيد آخلن بأهمية هذا المعرض في إطلاع المهاجرين الشباب المغاربة من الجيلين الثاني والثالث على دور الهجرة وإسهامات آبائهم وأجدادهم في بناء المجتمع الهولندي، واصفا المهاجرين المغاربة الأوائل "بالرجال الشجعان" الذي قطعوا آلاف الكيلومترات للبحث عن حياة أفضل. وأشار إلى أن مشاركة عدد من المغاربة في جيش الحلفاء ودفاعهم عن الأراضي الهولندية أمر حديث الاكتشاف، ما حذا بالمهاجرين والسلطات الهولندية إلى تنظيم عدد من التظاهرات خلال السنوات الماضية للتعريف بهذه المشاركة. تجدر الإشارة إلى أن حوالي 20 ألف مغربي هاجروا إلى هولندا في إطار الاتفاقية الثنائية الموقعة سنة 1969، بينما تقدر الجالية المغربية حاليا بحوالي 350 ألف نسمة، حيث تحولت العمالة المغربية من يد عاملة بسيطة إلى أطر مؤهلة.